للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول:

فالقبلة في التأويل مثلها مثل الحجة لأهل دعوة الباطن وأساس الشريعة وهو وصي النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك قوله تعالى لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها} (١) يعني عليا - صلى الله عليه وسلم - ونصبه للحجة وأساسا لإمامة من بعده وأمر الناس بالتوجه إليه وأن يوليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شطر المسجد الحرام وهو وجهه الذي قال فيه {فول وجهك شطر المسجد الحرام} (٢) وقد ذكرنا أن مثل المسجد الحرام مثل الناطق ودعوته وحجة الناطق وهو وجهه الذي يتوجه إلى الناس به في التأويل وتوليته شطر المسجد الحرام هو توليته باطن الدعوة وهي نصفها لأنها دعوتان ظاهرة وباطنة، فظاهر الدعوة تكون للناطق يقيم بها ظاهر الدين وأحكامه. وباطنها وهي الدعوة الباطنة يقيم بها حجته ويقيم الحجة لها نقباءه ودعاته يدعون إليها فهذا تأويل قوله: {فول وجهك شطر المسجد الحرام} أي ول أمر وصيك أمر الدعوة الباطنة ثم قال لجميع المؤمنين: {وحيث ماكنتم فولوا وجوهكم شطره} أي حيث ما كنتم فاقبلوا على دعوة الحق. (٣)

وقال:

الوفد في اللغة جمع وافد وهو الذي يأتي الملك عن القوم فكذلك الأئمة هم الذين يفدون إلى الله بأهل أزمانهم وهم الشهداء عليهم كما قال جل من قائل: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد} (٤) وقال: {وجيء بالنبيين والشهداء} (٥) وقال: {أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم} (٦) وكذلك الدعاة هم وفود أهل زمانهم إلى أئمتهم عندهم عليهم بأعمالهم التي طلعوا فيها عليهم. (٧)

ويلاحظ فيما ذكرنا من النقول ما يقوم عليه تأويل هؤلاء من جعل كل شيء في الأئمة ودعوتهم وطاعتهم ومن هذا المنطلق يصلون لربط الشريعة ككل بما يمليه عليهم أئمتهم وهذا هو الأساس الذي هدموا به الدين وانسلخوا منه كلية والعياذ بالله ومن أراد الاستزادة عن المراحل التالية لتلك المرحلة وما وصل إليه الأمر عندهم عليه بمراجعة كتاب الحركات الباطنية في العالم الإسلامي.


(١) البقرة: ١٤٤.
(٢) البقرة: ١٤٩.
(٣) تأويل الدعائم ص: ٢٣٧.
(٤) النساء: ٤١.
(٥) الزمر: ٦٩.
(٦) الحديد: ١٩.
(٧) تأويل الدعائم ص: ٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>