للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أسست السموات السبع والأرضون السبع على قل هو الله أحد ". وهو معنى صمديته. (١)

ومن مواضع ذكره للشعر قوله:

لأن المتوكل على الله الصابر على بلائه المستعين به لا بغيره ظافر في طلبته ... .. الخ كما قال الشاعر

من استعان بغير الله في طلب ... فإن ناصره عجز وخذلان (٢)

وقوله تحت قوله {وليمحص مافي قلوبكم} (٣) وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيانا لفضله: "ماأوذي نبي مثل ما أوذيت" (٤) ... ولقد أحسن من قال

لله در النائبات فإنها ... صدأ اللئام وصيقل الأحرار

وهذه النقول من الفصوص والفتوحات على نفس الأسلوب المتقدم في معالجة التفسير:

يقول في قوله تعالى في شأن إدريس عليه السلام: {ورفعناه مكانا عليا} (٥)

وأعلى الأمكنة المكان الذي تدور عليه رحى عالم الأفلاك وهو فلك الشمس وفيه مقام روحانية إدريس وتحته سبعة أفلاك وفوقه سبعة أفلاك وهو الخامس عشر ثم ذكر الأفلاك التي تحته والتي فوقه ثم قال: وأما علو المكانة فهو لنا أعنى المحمديين كما قال تعالى: {وأنتم الأعلون والله معكم} (٦) في هذا العلو وهو يتعالى عن المكان لا عن المكانة.

ويقول في قوله تعالى {ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه} (٧): وقوله عند ربه العامل في الظرف في طريقنا، قوله ومن يعظم أي من يعظمها عند ربه، أي في ذلك الموطن كان خيرا له ... والمؤمن إذا نام على طهارة فروحه عند ربه، فيعظم هناك حرمة الله، فيكون الخير الذي له في مثل هذا الموطن المبشرة التي تحصل له في نومه أو يراها له غيره. والمواطن


(١) ٢/ ٨٧١ والحديث لايصح انظر: أسنى المطالب ١/ ١٨٦ وهو مروي عن كعب الأحبار من قوله بنحوه رواه عنه ابن جرير ٣٠/ ٣٤٧ وغيره (انظر الدر ٦/ ٤٦٥).
(٢) ١/ ٢١٦.
(٣) آل عمران: ١٥٤.
(٤) أخرجه ابن حبان في صحيحه - باب ذكر البيان بأن المصطفى قد أوذي ... ١٤/ ٥١٥ عن أنس بلفظ: لقد أوذيت في الله ومايؤذى أحد.
(٥) مريم: ٥٧.
(٦) محمد: ٣٥.
(٧) الحج: ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>