للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومقالا، بصحبة أهل الأذواق من أهل الكمال، وإلا فسكوته عن هذا الأمر العظيم أسلم، واشتغاله بما يقدر عليه من علم الشريعة الظاهرة أتم، واعلم أن القرآن العظيم له ظاهر لأهل الظاهر وباطن من لأهل الباطن، وتفسير أهل الباطن لا يذوقه إلا أهل الباطن، ولا يفهمه غيرهم ولا يذوقه سواهم، ولا يصح ذكره إلا بعد تقدير الظاهر ثم يشير إلى علم الباطن بعبارة رقيقه وإشارة دقيقة، فمن لم يبلغ فهمه لذوق تلك الأسرار، فليسلم ولا يبادر بالإنكار، فإن علم الأذواق من وراء طور العقول، ولا يدرك بتواتر النقول. قال في لطائف المنن: اعلم أن تفسير هذه الطائفة - يعنى الصوفية - لكلام الله وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالمعاني الغريبة ليس إحالة للظاهر عن ظاهره ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جاءت الآية له عليه في حرف اللسان وثم أفهام باطنه تفهم من الآية والحديث لمن فتح الله قلبه. وقد جاء أنه عليه السلام قال: لكل آيه ظاهر وباطن، وحد ومطلع - فلا يصدنك عن تلقى المعاني الغربية منهم أن يقول لك ذو جدل ومعارضة: هذا إحالة لكلام الله عز وجل وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - فليس ذلك بإحالة وإنما يكون إحالة لكلام الله لو قالوا لا معنى للآية إلا هذا، وهم لا يقولون ذلك، بل يقرون الظواهر على ظواهرها ومراداتها وموضوعاتها ويفهمون عن الله ماأفهمهم. (١)

وهو ينقل في هذا التفسير عن أساتذة التصوف ومشاهيره مثل أبي العباس المرسي (٢) والقشيري (٣) وأبي الحسن النوري (٤)، وابن الفارض ويقول - رضي الله عنه - (٥)، والحلاج ويقول - رضي الله عنه - (٦)، وأبي يزيد البسطامي (٧)، وشيخ المشايخ القطب الجيلاني (٨)، وأبي الحسن الشاذلي (٩)، ومحي الدين ابن عربي (١٠)، والجنيد (١١)، وذي النون (١٢)، وابن الفارض (١٣)، ورابعة العدوية (١٤)،


(١) ص: ٤ - ٥.
(٢) ص: ١٢، ١٤، ٢٣، ٥٣، ٩١.
(٣) ص: ١٢، ١٨، ٣٦، ٧٥، ١١٢، ١١٦.
(٤) ص: ٣٨، ٤١، ٥٤.
(٥) ص: ٥١.
(٦) ص: ٥٣.
(٧) ص: ٥٦.
(٨) ص: ٥٦.
(٩) ص: ٧٨، ٩٢، ١٣٣.
(١٠) ص: ٨٥.
(١١) ص: ١٠، ٨٥.
(١٢) ص: ٩٠.
(١٣) ص: ١٣٢.
(١٤) ص: ١٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>