للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واشتهر في دولته كثير من رجال العلم ومنهم القاضي محمد الطاهر بن عاشور وشيخ الإسلام بيرم الرابع وغيرهما (١).

وحاول محمد باي إصلاح الوضع الاقتصادي، ثم تولى محمد الصادق باي (سنة ١٨٥٩ م - ١٨٨١ م) الذي بدأ جهودا صادقة لإصلاح البلاد إلا أنه ضاعف الضرائب على الأهالي واقترض بأرباح فاحشة، وكان ذلك سببا في اندلاع ثورة ابن غذاهم سنة ١٨٦٤ م (٢) مطالبة بتخفيف ذلك ورفع الظلم إلى أن استطاعت الدولة القضاء عليها بعد أن نشرت الفرقة بين صفوف الثوار، ثم تلاها ظهور مرض الكوليرا ثم الحمى التيفوسية، فأدى ذلك إلى تعطيل الأوضاع، وأصيب الناس بضيق شديد.

ولما تولى خير الدين (٣) الوزارة بحكومة تونس سنة ١٨٧٣ م بدأ بعلاج مشاكله، فألغى الضرائب الباهظة وأجرى حركة تطهير بين الموظفين، وقام بعدة أعمال إصلاحية. وفي مجال التعليم أنشأ أول معهد درست فيه العلوم العصرية، وكان هدفه التوفيق بين العلوم العصرية والتقاليد الإسلامية وتعليم اللغات، وهي المدرسة الصادقية وفكر في إرسال الممتازين من خريجيها للدراسة في جامعات أوربا كما زاد مرتبات المدرسين بجامعة الزيتونة وأسس المكتبة الصادقية وحظيت حركة الطبع والنشر في أيامه باهتمام كبير، وصدرت أول صحيفة عربية في تونس وهي صحيفة الرائد (٤)، ثم طلب خير الدين إعفاءه بسبب الدسائس التي حاكها مصطفى إسماعيل ضده عند الباي، وتولى مصطفى بدلا منه سنة ١٨٧٧ م وكان توليه بداية النكسات من جديد على تونس، حتى سقطت في يد الاستعمار الفرنسي (٥).

وفي العهد التركي بصفة عامة. كان الفقه والإنتاج الثقافي قد غلبت عليه


(١) خلاصة تاريخ تونس ص: ٢٠٧ - ٢٠٩.
(٢) ثورة علي بن غذاهم - لجام غانياج، ثورة ابن غذاهم: ب سلامة (كاملين).
(٣) له كتاب: أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك وضعه عام ١٢٨٤ هـ وطبع في الإسكندرية سنة ١٢٩٩ هـ في مبادئه التنظيمية التي كان يؤمن بها.
(٤) انظر: الحركة الأدبية في تونس ص: ١٢.
(٥) انظر: خير الدين باشا (للمنجي)، خير الدين التونسي (لمحمد كرو).

<<  <  ج: ص:  >  >>