للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناسِ لا يسْتَطيعُ أداءَها، وهو يريدُ أن يزيدَ عليها.

ثمّ أتى على قومٍ تُقْرَضُ شِفاهُهُم وأَلْسِنَتُهُمْ بِمقاريضَ مِنْ حديدٍ، كلّما قُرِضَتْ عادَتْ كما كانَتْ، لا يَفْتَرُ عنْهُم مِنْ ذلك شَيْءٌ، قال: يا جبريلُ! ما هؤلاء؟ قال: خُطباءُ الفِتْنَةِ.

ثُمَّ أتَى على جُحْرٍ صغيرٍ يَخْرُج منه ثوْرٌ عظيمٌ، فيريدُ الثورُ أن يَدْخُلَ منْ حيثُ خَرجَ فلا يَسْتَطيعُ، قال: ما هذا يا جبريلُ؟ قال: هذا الرجُل يَتكَلَّمُ بالكَلِمَةِ العظيمة فينْدَمُ عليها فيُريد أن يُردَّها فلا يَسْتَطيعُ.

ثُمَّ أتى على وادٍ، فَوجَد ريحاً طيبَةً، ووَجد ريحَ مِسْكٍ معَ صوْتٍ، فقال: ما هذا؟ قال: صوتُ الجنَّةِ، تقولُ: يا ربِّ! ائْتِني بأهْلِي، وبما وَعْدتَني؛ فقد كثُرَ غَرْسي، وحريري، وسُنْدُسي، وإسْتَبْرقي، وعَبْقَري، ومَرْجاني، وفِضَّتي، وذَهَبي، وأكْوابي، وصِحافي، وأباريقي، وفواكِهي، وعَسَلي، ومائي، ولَبَني، وخَمْرِي، ائْتنِي بما وعَدْتَني، قال: لَكِ كلُّ مسلمٍ ومسلمَةٍ، ومؤمنٍ ومؤمنَةٍ، ومَنْ آمن بي وبِرُسُلي وعمِل صالِحاً، ولَمْ يُشْرِكْ بي شَيْئاً، ولَمْ يَتَّخِذْ مِنْ دوني أنْداداً، فهو آمِنٌ، ومَنْ سأَلني أعطَيْتُه، ومَنْ أقْرَضني جَزَيْتُهُ، ومَنْ توكَّلَ عليَّ كَفَيْتُه، إني أنا الله لا إله إلا أنا، لا خُلْفَ لِميعادي، قَدْ أَفْلَح المؤمنونَ، تباركَ الله أحْسَنُ الخالِقينَ، فقالَتْ: قد رَضيتُ.

ثمَّ أتى على وادٍ، فسَمعَ صوْتاً منْكراً، فقال: يا جبريلُ! ما هذا الصوتُ؟

قال: هذا صوتُ جهنَّمَ، تقولُ: يا ربِّ! ائْتِني بأهْلي، وبِما وعَدْتَني؛ فقد كَثُرَتْ سَلاسِلي، وأَغْلالي، وسَعيري، وحَميمي، وغَسّاقي، وغسْليني، وقد بَعُد قَعْري، واشَتدَّ حَرِّي، ائْتِني بما وعَدْتَني، قال: لَكِ كلُّ مشْرِكٍ ومشرِكَةٍ،

<<  <  ج: ص:  >  >>