للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"هُنَّ اللواتي قُبِضْنَ في دار الدنيا عجائز رُمْصاً شُمْطاً، خَلَقَهُنَّ الله بعد الكِبَرِ فجعلَهُنَّ عَذارى، {عُرُبًا} متَعَشِّقاتٍ متَحبِّباتٍ، {أَتْرَابًا} على ميلادٍ واحدٍ".

قلتُ: يا رسولَ الله! أنِسَاءُ الدنيا أفْضَلُ أمِ الحورُ العين؟ قال:

"نساءُ الدنيا أفْضَلُ مِنَ الحورِ العينِ، كفَضْلِ الظِّهارَةِ على البِطانَةِ".

قلتُ: يا رسولَ الله! وبِمَ ذاكَ؟ قال:

"بِصلاتِهِنَّ وصِيامِهنَّ وعبادَتِهنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ؛ ألْبَسَ الله عزَّ وجلَّ وجوهَهُنَّ النورَ، وأجْسادَهُنَّ الحريرَ، بِيضُ الألوان، خُضْرُ الثيابِ، صُفْرُ الحِلِيِّ، مجامِرُهُنَّ الدرُّ، وأمْشاطُهُنَّ الذهَبُ، يَقُلْنَ: ألا نَحْنُ الخالِداتُ فلا نموتُ أبداً، ألا ونحن الناعِماتُ فلا نْبأَسُ أَبداً، ألا ونحنُ المُقيماتُ فلا نَظْعَنُ أَبداً، ألا ونحْنُ الراضياتَ فلا نَسْخَطُ أبَداً، طوبى لِمنْ كنَّا له وكانَ لَنا".

قلتُ: يا رسولَ الله! المرْأَةُ منّا تتزوَّجُ الزوْجَيْنِ والثلاثَةَ والأرْبَعَةَ في الدنيا؛ ثُمَّ تموتُ فتدخُلُ الجنَّةَ وَيَدْخلُون معَها؛ مَنْ يكونُ زوجُها مِنْهُم؟ قال:

"يا أمِّ سلَمَة! إنها تُخَيَّرُ، فتَخْتَارُ أحْسَنَهُم خُلُقاً، فتقولُ: أيْ ربِّ! إنَّ هذا كان أحْسَنَهُم معي خُلُقاً في الدارِ الدنيا؛ فزوِّجْنِيهِ. يا أمِّ سلمةَ؛ ذهب حُسْنُ الخُلُق بخيرِ الدنيا والآخِرَةِ".

رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وهذا لفظه (١).


(١) قلت: ومن طريقه أخرجه الضياء المقدسي في "صفة الجنة" (٣/ ٨٠/ ١ - ٢) وقال: "لا أعلمه إلا من طريق (سليمان بن أبي كريمة)، وفيه كلام".
قلت: لا خلاف في ضعفه. وقال ابن عدي: "عامة أحاديثه مناكير، وهذا منها"، ويشهد لما قال قوله - صلى الله عليه وسلم -: "المرأة لآخر أزواجها"؛ فإنه مخالف للفقرة الأخيرة من الحديث، فنكارتها ظاهرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>