للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رواه ابن أبي عاصم وغيره (١).

٤٢ - (٨) [ضعيف جداً] وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لبلال بن الحارث يوماً:

"اعلم يا بلال! ".

قال: ما أعلمُ يا رسول الله؟! قال:

"اعلم أنه من أَحيا سُنةً من سنتي أُميتتْ بعدي؛ كان له من الأجرِ مثلَ من عمل بها، من غير أَن يَنقصَ من أجورِهم شيئاً، ومن ابتدع بدعةً ضلالةً (٢) لا يرضاها الله ورسولُه، كان عليه مِثلُ آثام من عمل بها، لا يَنقُصُ ذلك من أوزار الناس شيئاً".

رواه الترمذي وابن ماجه؛ كلاهما من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده، وقال الترمذي:

"حديث حسن" (٣).

قال الحافظ: "بل كثير بن عبد الله متروك واهٍ كما تقدم؛ ولكن للحديث شواهد (٤) ".


(١) انظرا "ظلال الجنة" (١/ ٩ - ١٠/ ٧) و"الضعيفة" (٥٥٦٠).
(٢) لفظة: "ضلالة" عند الترمذي دون ابن ماجه، وهي أيضاً عند ابن أبي عاصم في "السنة" (رقم ٤٢ - بتحقيقي)، ورواه ابن وهب في "مسنده" (٨/ ١٦٦/ ٢)، وعنه، ابن وضاح في "البدع" (ص ٣٨)، وإسحاق الرملي في "حديث آدم" (٢/ ٢)، والبغوي في "شرح السنة" (رقم ١١٠ - طبع المكتب الإسلامي) دون اللفظة المذكورة، ولعل هذا الاختلاف إنما هو من كثير بن عبد الله المزني -راويه- فإنه ضعيف جداً، بل كذبه أبو داود وغيره، وإن استبعد بعضهم صحة ذلك عنه، بحجة هي أوهى من بيت العنكبوت، لا مجال الآن لبيانها وردها.
(٣) قلت: يعني حسن لغيره، ففيه إشارة منه إلى تضعيفه لإسناده كما بين ذلك في قاعدة له شرحها في "علله"، فقول بعضهم: "فيه نظر" إنما هو من قلة البصيرة في هذا العلم. نعم تحسينه المذكور مردود من أصله؛ لشدة ضعف راويه أولاً، ولأن في متنه ما لا شاهد له ثانياً، وهو قوله: "بدعة ضلالة، لا ترضي الله ورسوله". ولذلك تمسك به بعض المبتدعة فاستدل بمفهومه على أن في الإسلام بدعة حسنة ترضي الله ورسوله! فيقال له: أثبت العرش ثم انقش، والشواهد التي أشار إليها المؤلف رحمه الله ليس فيها هذه الجملة، كلما سترى في الباب الآتي من "الصحيح".
هذا، وقد تحرّف تخريج هذا الحديث على محققي "الشفا" الخمسة (!) فقالوا: (٢/ ٢٨): "رواه الترمذي، وحسنه ابن ماجه"! وهذا مما يدل على بالغ جهلهم بهذا الفن؛ فإن المبتدئين فيه لا يخفى عليهم أن ابن ماجه ليس من عادته الكلام على الحديث وتحسينه! وأما غفلتهم عن علته، فهو اللائق بمن ادعى من التحقيق ما ليس له به من علم.
(٤) قلت: يعني في الجملة، إلا فقوله: "ضلالة" لا شاهد لها كما سبق بيانه آنفاً. فتنبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>