للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا أشجُّ! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -واستوى قاعِداً وقَبضَ رِجْلَهُ-:

"ههُنا يا أشجُّ! ".

فَقَعَدَ عن يمينِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَرحَّبَ به وألطَفَهُ وسأَله عن بلادِهم وسمَّى له قريةَ (الصَّفا) و (المُشَفَّر) (١) وغير ذلك مِنْ قُرى (هَجَرٍ)، فقال: بأبي وأمِّي يا رسولَ الله! لأنْتَ أعلمُ بأسماءِ قُرانا منَّا. فقال:

"إنِّي وطِئْتُ بلادَكم، وفُتِحَ لي مِنْها".

قال: ثُمَّ أقْبلَ على الأنْصارِ فقال:

"يا معشرَ الأنصارِ! أكْرِموا إخوانَكُم؛ فإنَّهم أشْباهُكم في الإسْلامِ، أشبهُ شيْءٍ بكم أشْعاراً وأبْشاراً، أسْلَموا طائعينَ غيرَ مُكْرَهين، ولا مَوْتورينَ، إذْ أبى قومٌ أنْ يُسْلِموا حتى قُتِلوا".

قال: فلمّا أصبَحوَا قال:

"كيف رأيتُمْ كرامةَ إخْوانِكُم لكُم، وضِيافَتَهُم إيَّاكم".

قالوا: خيرُ إخْوانٍ، ألانُوا فُرُشَنا، وأطابوا مَطْعَمنَا، وباتوا وأصبَحوا يعلِّمونا كتابَ ربِّنا تبارَك وتعالى، وسنَّة نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم -. فأُعجِبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وفَرِحَ بها الحديث بطوله.

رواه أحمد بإسناد صحيح (٢).


(١) بضم الميم وفتح الشين المعجمة والقاف المشددة آخره راء مهملة: حصن بـ (البحرين) قديم. ذكره في "العجالة". ووقع في الأصل: (المنتقر)، وفي "المجمع" (المنقيرة)، فصححته من "المسند" وغيره. و (الصفا) حصن هناك أيضاً كما في "معجم البلدان".
(٢) كذا قال، وفيه يحيى بن عبد الرحمن العصَري، قال الذهبي في "الميزان": "لا يعرف، تفرد عنه أبو سلمة التبوذكي"!
قلت: بل روى عنه أيضاً (يونس بن محمد) وهو أبو محمد المؤدب الثقة الثبت، وهو شيخ أحمد في هذا الحديث (٣/ ٤٣٢ و ٤/ ٢٠٦). وقد خفيت هذه المتابعة على كتب التراجم التي وقفت عليها مثل "تاريخ البخاري" و"الجرح" و"ثقات ابن حبان" (٩/ ٢٥٢). و"تهذيب الكمال" وفروعه.
كما غفل عنها المعلقون عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>