للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زرادشت، ويرجع أبو الكلام أن (قورش) كان معاصرًا لزرادشت، وأن هذه المملكة التي أقامها قورش أنهاها بعد فترة الإسكندر المقدوني وهو الذي ذكرته رؤيا دانيال بأنه ذو القرن، ومن نبوات أشعيا في (قورش) ما يلي:

"وإني أقول في حق خورس (غورش) بأنه راع لي وهو يتم مرضاتي كلها .. يقول الرب في شأن مسيحه خورس، أنا أخذت بيده اليمنى لأجعل الأمم في حوزته وأنزع القوة من سواعد الملوك وأفتح له الأبواب تلو الأبواب. أجل، إني أمشي بين يديك وأقوم ما اعوج من سبلك، وأكسر الأبواب النحاسية، وأمنحك الخزائن المدفونة والكنوز التي في البيوت المغيبة. أفعل كل ذلك لتعلم أنني أنا الرب، إله إسرائيل الذي ناداك باسمك صراحة لأجل إسرائيل، شعبة المختار" (٤٥: ١).

وشبه غورش بعقاب الشرق في مكان آخر من الكتاب فقال: "ها! انظروا إني أدعو عقابًا من الشرق أدعو ذلك الرجل الذي يأتي من أرض بعيدة ويتم سائر مرضاتي" (٤٦: ١١) اهـ رسالة (ويسألونك عن ذي القرنين).

فسفر أشعيا يشبه قورش بالعقاب، وسفر دانيال يصفه أنه ذو القرنين، وقد عثر على تمثال لقورش يعتبر من أعظم الآثار الفارسية القديمة لقورش فيه جناحا عقاب وقرنان، ومن المعروف أن قورش هو الذي أنقذ اليهود من أسر بابل، ولذلك فإن له مقامًا كبيرًا عندهم.

كان ظهور أمر قورش في سنة (٥٥٩) ق. م. في ظروف لم تكن مقدماتها لتؤهل إلى أن يصل قورش إلى الملك ولم يكد يستقر له الملك حتى دانت له مادا وفارس تلقائيًا ثم خضعت له ولايات ومهد لخضوع ولايات لخلفائه فكانت مجموع الولايات التي خضعت له ولخلفائه ثمانية وعشرين ولاية حتى انتهى هذا الوضع للإسكندر المقدوني، وكانت حملته الأولى نحو الغرب إلى بلاد الأناضول التي كانت يونانية وقتذاك وهي التي بدأت الحرب فانتصر عليها وعاملها برحمة ووصل بحربه هذه إلى شاطئ البحر وكان هجومه الثاني نحو الشرق ففتح ما يسمى الآن بمكران وبلوخستان وبلخ، والغالب أنه فتح بلاد السند في حملته هذه.

<<  <  ج: ص:  >  >>