للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٨ - * روى أبو يعلى عن عبيد الله بن عياض بن عمرو القاري أنه جاء عبد الله بن شداد بن الهاد فدخل على عائشة ونحن عندها جلوس مرجعه من العراق ليالي قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقالت له: يا ابن شداد بن الهاد، هل أنت صادقي عما أسألك عنه؟ حدثني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي قال: ومالي لا أصدقك؟ قالت: فحدثني عن قصتهم. قال: فإن علي بن أبي طالب لما كاتب معاوية وحكم الحكمان خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس فنزلوا بأرض يقال لها حرورا من جانب الكوفة وإنهم عابوا عليه فقالوا: انسلخت من قميص كساكه الله واسم سماك الله به ثم انطلقت فحكمت في دين الله. فلا حكم إلا لله. فلما بلغ عليًا ما عابوا عليه وفارقوه عليه فأمر مؤذنا فأذن أن لا يدخل على أمير المؤمنين إلا من قد حمل القرآن، فلما امتلأت الدار من قراء الناس دعا بمصحف إمام عظيم فوضعه بين يديه فجعل يصكه بيده ويقول: أيها المصحف حدث الناس، فناداه الناس: يا أمير المؤمنين ما تسأل عنه إنما هو مداد في ورق يتكلم بما رأينا منه، فما يزيد، قال: أصحابكم أولئك الذين خرجوا بيني وبينهم كتاب الله. يقول الله في كتابه في امرأة ورجل {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} (١) فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم حرمة أو ذمة من رجل وامرأة: ونقموا علي أني كاتبت معاوية، وكتبت علي بن أبي طالب، وقد جاء سهيل بن عمرو فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم قال: لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم. قال: "وكيف نكتب"؟ قال سهيل: اكتب باسمك اللهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فاكتب محمد رسول الله" فقال: لو أعلم أنك رسول الله لم أخالفك. فكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله قريشًا. يقول الله في كتابه {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} (٢) فبعث إليهم عبد الله بن عباس فخرجت معه حتى إذا توسطنا عسكرهم قام ابن الكوا فخطب الناس فقال: يا حملة القرآن هذا عبد الله بن عباس فمن لم يكن يعرفه فليعرفه فأنا أعرفه من كتاب الله هذا ممن نزل فيه وفي قومه {قَوْمٌ


٤٥٨ - مجمع الزوائد (٦/ ٢٣٥). وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
(١) النساء: ٣٥.
(٢) الأحزاب: ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>