للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقي قلب رجل واحدٍ منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، [كانوا] على أفجر قلب رجلٍ واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيدٍ واحدٍ، فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي، إنما أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".

٥١ - * روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: دخلنا مع رسول الله صلى عليه وسلم على أبي سيف القين، وكان ظئراً لإبراهيم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم، فقلبه وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عيناً رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال ابن عوف: وأنت يا رسول الله، فقال: "يا ابن عوف، إنها رحمةٌ" ثم أتبعها بأخرى، فقال: "إن العين تدمع، والقلب يخشع، ولا تقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم محزونون".

٥٢ - * روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، فلما دخل عليه وجده في غشية، فقال: قد قضى؟ فقالوا: لا، يا رسول الله، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى القوم بكاء النبي صلى الله عليه وسلم بكوا، قال "ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا- وأشار لسانه- أو يرحم".


٥١ - البخاري (٣/ ١٧٢) ٢٣ - كتاب الجنائز ٤٣ - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم إنا بك لمحزونون.
ومسلم (٤/ ١٨٠٧) ٤٣ - كتاب الفضائل ١٥ - باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك.
(الظئر): المرأة التي ترضع ولد غيرها بالأجرة، وزوج المرضعة يسمى ظئراً.
(يجود بنفسه): جاد المريض بنفسه: إذا قارب الموت، فكأنه سمح بخروج روحه.
٥٢ - البخاري (٣/ ١٧٥) ٢٣ - كتاب الجنائز ٤٤ - باب البكاء عند المريض.
ومسلم (٢/ ٦٣٦) ١١ - كتاب الجنائز ٦ - باب البكاء على الميت.

<<  <  ج: ص:  >  >>