للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على صرامهما، وأولهما فيئًا يكون سبقه بالفيء كفارة له، وإن سلم فلم يقبل ورد عليه سلامه ردت عليه الملائكة، ورد على الآخر الشيطان، وإن ماتا على صرامهما لم يدخلا الجنة جميعًا أبدًا".

٧٨٢ - * روى البخاري عن سليمان بن صردٍ قال: "كنت جالسًا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان، فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد". فقالوا له: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعوذ بالله من الشيطان". فقال: وهل بي جنون"؟.

أقول: إن الغضب يجر الإنسان من وضع سيء إلى وضع أسوأ، فهذا إنسان أحدث فيه الغضب ما أحدث، ثم استجره الغضب لأن يرد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم جهلاً منه، لأنه ربط بين الاستعاذة والجنون، والأمر ليس كذلك، فالاستعاذة من الشيطان مطلوبة في أحوال منها: حالات الغضب؛ لأن للشيطان دوره في الغضب من ناحية، ولأنه بالغضب يستجر الشيطان الإنسان إلى مواقف لا تحمد عقباها دينًا ودنيا.

٧٨٣ - * روى مسلم عن عبيد بن عميرٍ، قال: قالت أم سلمة: لما مات أبو سلمة قلت: غريب وفي أرض غربةٍ، لأبكينه بكاء يتحدث عنه، فكنت قد تهيأت للبكاء عليه إذ أقبلت امرأة من الصعيد تريد أن تسعدني فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتًا أخرجه الله منه" مرتين، فكففت عن البكاء فلم أبك.

٧٨٤ - * روى مسلم عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وقعت لقمة


= وأحمد (٤/ ٢٠).
٧٨٢ - البخاري (١٠/ ٤٦٥) ٧٨ - كتاب الأدب -٤٤ - باب ما ينهى عن السباب واللعن.
٧٨٣ - مسلم (٢/ ٦٢٥) ١١ - كتاب الجنائز، ٦ - باب البكاء على الميت.
(إن تسعدني): أي تساعدها على النياحة.
٧٨٤ - مسلم (٤/ ١٦٠٦) كتاب الأشربة، ١٨ - باب استحباب لعق الأصابع والقصعة ...
قال النووي:
(لا تدرون في أيه البركة): معناه، والله أعلم، أن الطعام الذي يحضره الإنسان فيه بركة. ولا يدري أن تلك

<<  <  ج: ص:  >  >>