تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}. وقد ذكر بعضهم أنه أول أشراط الساعة الكبرى ظهوراً، وهناك اتجاهات أخرى في تفسير الدخان في الآية منها ما ذكره البخاري عن ابن مسعود أنه: ما أصاب قريشاً من قحطٍ جاعوا معه فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، والقول الراجح عند العلماء أن الدخان من أشراط الساعة الكبرى وأنه لم يجيء بعد، والظاهر أنه يعم العالم، ومن عرف الأسلحة الذرية اليوم واحتمالات تفجيرها وأن سحابها يمكن أن يغطي العالم احتمل أن تكون النصوص تشير إلى مثل ذلك، لكن ظاهر النصوص يشير إلى أنه عقوبة ربانية مباشرة، وقد ذكر الألوسي رواية تنص على أنه يبقى أربعين يوماً أما المؤمن فيصيبه كهيئة الزكمة، وأما الكافر فيكون بمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنه ودبره، ومع أن القول الراجح عند العلماء التوقف والتفويض في تسلسل وقوع بعض أشراط الساعة الكبرى، إلا أن تسلسل بعضها يقيني، لكن بعضهم رجح من خلال الاستقراء أن التسلسل يكون على الشكل التالي: الدخان ثم خروج الدجال ثم نزول عيسى عليه السلام ثم خروج يأجوج ومأجوج ثم خروج الدابة ثم طلوع الشمس من مغربها ثم ريحها تقبض روح كل مؤمن فلا يبقى إلا كافر، ثم نار تخرج من عدن تسوق الناس جميعاً إلى أرض المحشر أي أرض الشام ثم تكون القايمة.
أما الخسوف فلا يشترط أن يكون بعد ذلك لأن حرف العطف (الواو) يقتضي مطلق الجمع، وقد شهدنا في عصرنا خسف مدينة أغادير في المغرب حيث إن أحد فنادقها الذي يبلغ أكثر من عشرين طابقاً لم يبق منه على وجه الأرض إلا لافتتهُ التي كانت منصوبة على الطابق الأخير، وقد عرفنا خسفاً وقع في عصرنا في إيران، ولكن هل المراد بأمثال هذه الخسوف هو ما ذكرته النصوص أو المراد خسوف أخرى. وعلى كل فتسلسل علامات الساعة التي وردت في الحديث لا يؤخذ من نص الحديث لأن الواو في العربية لمطلق الجمع لا للترتيب، والذين تكلفوا ذكر التسلسل أخذوه من استقراءات شاملة للنصوص لا من لفظ الحديث نفسه.
١٠٢٥ - * روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: "ثلاثٌ
١٠٢٥ - مسلم (١/ ١٣٨) ١ - كتاب الإيمان، ٧٢ - باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان. =