البقر، وإن الفخذ ليكتفون باللقحة من الغنم، فبينما هم كذلك، إذ بعث الله عليهم ريحًا، فقبضت روح كل مؤمن، ويبقى سائر الناس يتهارجون كما يتهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة".
"فخفض فيه ورفع": قال الشيخ عبد الفتاح: (قال النووي في "شرح صحيح مسلم" ١٨: ٦٣ في معناه قولان:
الأول: أن معنى "خفض فيه": حقره، ومعنى "رفع" فيه: عظمه وفخمه، فمن تحقيره، قوله صلى الله عليه وسلم: إنه أعور العين، وإنه أهون على الله من ذلك، وإنه لا يقدر على قتل أحدٍ إلا ذلك كالرجل ثم يعجز عنه، وإنه يضحمل أمره ويقتل بعد ذلك. ومن تفخيمه وتعظيم فتنته قوله صلى الله العظيم وسلم: "ليس بين يدي الساعة خلق أعظم من الدجال، وما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب". وتلك الأمور الخارقة للعادة التي تقع له.
القول الثاني: في معنى "خفض فيه ورفع": أنه خفض من صوته لكثرة ما تكلم في شأن الدجال، فخفض بعد طول الكلام والتعب ليستريح، ثم رفع ليبلغ صوته كل أحد". انتهى. اهـ. من (التصريح).
أقول: إن أشراط الساعة وما يكون بعدها تفسيرها وقوعها: قال تعالى: (هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق)(١) ومع ذلك فقد تشتبه على بعض الناس بعض النصوص فاقتضى ذلك كلامًا، ومما قد يشتبه على بعض الناس هذا الجزء من الحديث السابق:
(قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال:"أربعون يومًا، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم" قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال:"لا اقدروا له قدرة").
وسبب الإشكال أنه إذا كان يوم كسنة فهذا يقتضي -إلا إذا كان الحديث له تفسير غير المتبادر إلى الأذهان -أن يكون هناك ليل طويل يقابل هذه السنة في مكان آخر من