صباحًا، يبلغ سلطانه كل منهل، لا يأتي أربعة مساجد: الكعبة ومسجد الرسول ومسجد الأقصى والطور" أخرجه أحمد ورجاله ثقات. ا. هـ. (فتح الباري).
فهذا الذي حملنا على أن نفسر اليوم كسنة بأنه سنة في الشدة، ولما فهم الصحابة الحديث على ظاهره أعطاهم الرسول صلى الله عليه وسلم حكمًا فقهيًا للحالات التي يكون فيها اليوم طويلاً كأيام القطب الشمالي والجنوبي حيث يكون النهار ستة أشهر والليل ستة أشهر.
وأما قوله عليه السلام: "ثم يقال للأرض أخرجي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى إن الفئام من الناس ليكتفون باللقحة من الإبل".
فيه إشارة إلى ما طرأ على الأرض وعلى البركة بسبب الفساد في الأرض:{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}(١). وقد ذكر كتاب ظهر عن "القطب" حيث المعاصي معدومة أن بعض المزروعات تنمو أضعافًا مضاعفة عنها في العالم المعروف فذلك نموذج على بركة الأرض حيث لم تتلوث بمعاصي بني آدم.
وقد علق الشيخ عبد الفتاح على هذا القسم من الحديث بما يلي:
"وقال الحافظ ابن القيم في كتابه "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي" ص ٨٣ - ٨٦، في الفصل -٢٦ - من فصول الكتاب:
"فصل: ومن آثار الذنوب والمعاصي أنها تحدث في الأرض أنواعًا من الفساد في المياه والهواء والزرع والثمار والمساكن، قال تعالى:{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
قال بعض السلف: كلما أحدثتم ذنبًا، أحدث الله لكم من سلطانه عقوبة. والظاهر -والله أعلم- أن الفساد- المشار إليه في الآية -المراد به الذنوب وموجباتها، ويدل عليه قوله تعالى:{لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا}. فهذا حالنا، وإنما أذاقنا الشيء اليسير من أعمالنا، فلو أذاقنا كل أعمالنا، لما ترك على ظهرها من دابة!.