للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي أخرى له ولمسلم (١): أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فقال: "إنه أعور عين اليمنى، كأنها عنبة طافئة".

وفي رواية أبي داود (٢) قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، فأثنى على الله بما هو أهله ... فذكر الدجال، فقال: "إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذره قومه، ولقد أنذره نوح قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، تعلمون أنه أعور، وأن الله ليس بأعور".

وفي أخرى للترمذي (٣): قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، فأثنى على الله بما هو أهله ... ثم ذكر الدجال، فقال: "إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكني سأقول فيه قولاً لم يقله نبي لقومه: تعلمون أنه أعور، وإن الله ليس بأعور".

قال الزهري: فأخبرني عمر بن ثابت الأنصاري: أنه أخبره بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومئذ للناس وهو يحذرهم فتنته: "تعلمون أنه ليس يرى أحد منكم ربه حتى يموت، وأنه مكتوب بين عينيه، كافر، يقرؤه كل من كره عمله".

قوله عليه السلام: "إنه أعور العين اليمنى": قال النووي: "وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية" فروي بالهمز وبغير همز فمن همز معناه ذهب ضوؤها ومن لم يهمز معناه ناتئة بارزة ثم إنه جاء هنا أعور العين اليمنى وجاء في رواية أخرى أعور العين اليسرى وقد ذكرهما جميعًا مسلم في آخر الكتاب، وكلاهما صحيح قال القاضي عياض رحمه الله: روينا هذا الحرف عن أكثر شيوخنا بغير همز وهو الذي صححه أكثرهم قال: وهو الذي ذهب إليه الأخفش ومعناه ناتئة كنتوء حبة العنب من بين صواحبها قال:


(١) البخاري (٨/ ١٠٦) ٦٤ - كتاب المغازي، ٧٧ - باب حجة الوداع.
مسلم (١/ ١٥٥) ١ - كتاب الإيمان، ٧٥ - باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال.
(٢) أبو داود (٤/ ٢٤١) كتاب السنة، باب في الدجال.
(٣) الترمذي (٤/ ٥٠٨) ٢٤ - كتاب الفتن، ٥٦ - باب ما جاء في علامة الدجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>