للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وضبطه بعض شيوخنا بالهمز وأنكره بعضهم ولا وجه لإنكاره، وقد وصف في الحديث بأنه ممسوح العين وأنها ليست جحراء ولا ناتئة بل مطموسة وهذه صفة حبة العنب إذا سأل ماؤها وهذا يصحح رواية الهمز. وأما ما جاء في الأحاديث الأخر جاحظ العين وكأنها كوكب وفي رواية لها حدقة جاحظة كأنها نخاعة في حائط فتصبح رواية ترك الهمزة ولكن يجمع بين الأحاديث وتصحح الروايات جميعًا بأن تكون المطموسة والممسوحة والتي ليست بجحراء ولا ناتئة هي العوراء الطافئة بالهمز وهي العين اليمنى كما جاء هنا وتكون الجاحظة والتي كأنها كوكب وكأنها نخاعة هي الطافية بغير همز وهي العين اليسرى كما جاء في الرواية الأخرى وهذا جمع بين الأحاديث والروايات في الطافية بالهمز وبتركه. وأعور العين اليمنى واليسرى لأن كل واحدة منهما عوراء فإن الأعور من كل شيء المعيب لا سيما ما يختص بالعين وكلا عيني الدجال معيبة عوراء إحداهما بذهابها والأخرى بعيبها. هذا آخر كلام القاضي وهو في نهاية من الحسن والله أعلم". ا. هـ (شرح النووي على مسلم).

١٠٤٧ - * روى البخاري ومسلم، عن ربعي بن حراشٍ: انطلقت أنا وعقبة ابن عمرو إلى حذيفة، فقال عقبة: حدثني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدجال، فقال: سمعته يقول: "إن مع الدجال إذا خرج ماء ونارا، فأما الذي يرى الناس أنه نار: فماء بارد، وأما الذي يرى الناس أنه ماء: فنار تحرق، فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يرى أنه نار، فإنه ماء عذب بارد". قال حذيفة: وسمعته يقول: "إن رجلا ممن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه، فقال: هل عملت من خير؟ قال: ما أعلم، قيل له: انظر، قال: ما أعلم شيئًا، غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا، فأنظر الموسر، وأتجاوز عن المعسر، فأدخله الله الجنة". وسمعته يقول: "إن رجلاً حضره الموت، فلما يئس من الحياة، أوصى أهله: إذا أنا مت فاجمعوا لي حطبًا كثيرًا، جزلاً، ثم أوقدوا فيه نارًا حتى إذا أكلت لحمي،


١٠٤٧ - البخاري (٦/ ٤٩٤) ٦٠ - كتاب الأنبياء، ٥٠ - باب ما ذكر عن بني إسرائيل.
مسلم (٤/ ٢٢٥٠) ٥٢ - كتاب الفتن، ٢٠ - باب ذكر الدجال وصفته وما معه.
(إنظار المعسر): تأخير ما عليه من الدين إلى حال يساره.
(جزلاً): الحطب الجزل: القوي الغليظ.
(الامتحاش): الاحتراق، امتحشت النار العظم: إذا أحرقته.
(راحا): يوم راح: كثير الريح شديده.
(فاذروه في اليم): أي: فرموه في البحر وألقوه فيه، كما يذرى الطعام، واليم: البحر.

<<  <  ج: ص:  >  >>