للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١) السماء، وفي السَّنة الثالثة، فتحبس مطرها كلَّه، فلا تقطُر قطرةٌ، ويأمر الأرض، فتحبس نباتها كلَّه، فلا تُنْبِتُ خضراءَ. فلا تبقى ذات ظِلْفٍ إلَّا هَلَكَتْ إلا ما شاء الله". قيل: فما يُعِيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: "التهليلُ والتكبيرُ والتسبيحُ والتحميدُ، ويُجْرِي ذلك عليهم مُجْرِي الطعام".

قال أبو عبد الله: سمعتُ أبا الحسن الطنافسي يقول: سمعتُ عبد الرجمن المحاربي يقول: ينبغي أن يُدْفَع هذا الحديث إلى المؤدِّب، حتى يُعلمَّه الصبيان في الكتاب.

١٠٧٦ - * روى الحاكم عن حُذَيفة بن أُسَيْدٍ رضي الله عنه، قال أبو الطفيل الليثي: كنت بالكوفة، فقيل: قد خرج الدَّجَّال! فأتينا حُذَيفة بن أسيد، فقلت: هذا الدَّجَّال قد خرج! فقال: اجلس فجلست، فنُودِيَ إنَّه كِذْبةُ صبَّاغ.

فقال حُذَيْفة: إن الدَّجَّال لو خرج في زمانكم لرمته الصبيان بالخَذَف، ولكنه يخرج في نقصٍ من الناس، وخِفَّةٍ من الدّين، وسوء ذات بَيْنٍ، فيَرِدُ كلُّ مَنْهَلٍ، وتُطْوَى له الأرض طيّ فَرْوَة الكبش حتى يأتي المدينة فيغلب على خارجها، ويُمنَع داخلها، ثم جبلَ إيلياء فيُحاصِر عصابة من المسلمين.

فيقول لهم الذي عليهم: ما تَنتظرون بهذا الطاغية أن تقاتلوه حتى تَلْحقوا بالله أو يُفْتَحَ


= (فلا تقطر قطرة): في المصباح؛ يتعدَّى ولا يتعدَّى. هذا قول الأصمعي. وقال أبو زيد: لا يتعدَّى بنفسه. بل بالألف.
(الظلف): في المنجد: هو لما اجترَّ من الحيوانات كالبقرة والظبي، بمنزلة الحافر للفرس.
١٠٧٦ - المستدرك (٤/ ٢٥٩، ٥٣٠). وقال: هذا حديث صحيح الإسناد وأقرَّه الذهبي. والحديث موقوف لفظاً، مرفوع حُكماً.
قال الشيخ عبد الفتاح.
(كذبة صبَّاغ) أي كذبة كذَّاب. وأطلقوا لفظ الصبَّاغ على الكذَّاب لأنَّه يصبُغُ الحديث، أي يُلوِّنه ويُغَيِره كما يفعل الصبَّاغ بالثياب.
(الحذف): صغار الحصى.
(وسوء ذات بَيْنٍ): اي يخرج والعداوات متأجِّجة بين الناس: الأقارب والأباعد.
(مَنْهَل): المنهل: مَوْرِدُ الماء الذي يُشرَب منه.
(فروة الكبش): أي جِلْد الكبش من الغنم. وهنا كناية عن سرعة سَيْره في قطع المسافات.
(إيلياء): بيت لمقدس. ويعني بجبلها: جبل الطَّور. =

<<  <  ج: ص:  >  >>