للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم يخرج يأجوج ومأجوج فيموجون في الأرض فيفسدون فيها، ثم قرأ عبد الله: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} (١). ثمّ يبعث الله عليهم دابَّة مثل النَّغف، فتدخل في أسماعهم ومناخِرهم فيموتون منها، فتُنتن الأرض منها، فيَجأُ أهلُ الأرض إلى الله، فيرسلُ الله ماءً فيُطهِّر الأرض منهم، ثم يبعث الله ريحاً فيها زمهريرُ باردة، فلا تَدَعُ على وجه الأرض مؤمناً إلا كفأته تلك الريح. ثم تقوم الساعةُ على شِرارِ الناس.

ثم يقوم ملك الصُّور بين السَّماء والأرض، فينفُخ فيه فلا يَبقى خلق لله في السماوات والأرض إلا مات إلا من شاء ربك. ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون، فليس من بني آدم خلق إلا وفي الأرض منه شيء. ثمَّ يرسل الله ماءً من تحتِ العرش كَمِنيَ الرِّجال، فتنبتُ جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء، كما تنبُتُ الأرض من الرَّي، ثمَّ قرأ عبد الله: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ} (٢).

ثم يقوم ملك بالصور بين السَّماء والأرض، فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها حتى تدخل فيه، فيقومون فيجبون تجبِيَة رجلٍ واحدٍ قياماً لربِّ العالمين. ثم يتمثَّل الله تعالى للخلق فيلقاهم، فليس أحدٌ من الخلق يعبد من دون الله شيئاًإلا وهو مرفوع له يتبعه.


=تعليق الذهبي على هذا كلام الحاكم إنما علَّقه على سياقة الحاكم هذه في كتاب الأهوال من "المستدرك" ٤: ٥٩٨ - ٦٠٠، ولكن الحاكم ساقه قبل ذلك في موضعين من كتاب الفِتَن، ومن طريق أبي الزَّغراء أيضاً، مطولاً كسياقة كتاب الأهوال في ٤: ٤٩٦ - ٤٩٨. ومختصراً في ٤: ٥٥٦. وقال في كلا الموضعين: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". وأقرَّه الذهبي فرمز إلى أنه على شرطهما، فكان الذهبي جَنْح في هذين الموطنين إلى إقرار الحاكم ذهاباً منه إلى أن أبا الزغراءثقة فهو على شرطهما من حيث كونه ثقة وإن لم يُخرجا له.
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ١١: ٣٢٠ بعد ذكره طرفاً من الحديث في رواية البيهقي من طريق أبي الزغراء: ورواتُه ثقات إلا أنَّه موقوف" أهـ (التصريح).
والمعجم الكبير (٩/ ٤١٣ - ٤١٦).
مجمع الزوائد (١٠/ ٢٢٨ - ٢٣٠). وقال: رواه الطبراني وهو موقوف مخالف للحديث الصحيح وقول النبي صلى الله عليه وسلَّم: "أنا أوَّل شافع".
ورواه ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، والبيهقي في "البعث والنشور"؛ الدُّر المنثور- نفسير سورة القلم (٦/ ٢٥٧ - ٢٥٨)
(١) الأنبياء: ٩٦.
(٢) فاطر: ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>