من المبطل، بإنجاء أهل الحق من النار، وإدخالهم الجنة، وإهلاك المبطلين وتعذيبهم في نار جهنم.
الدّعوة إلى تصديق القرآن
إن مهام الداعية لتصديق القرآن دقيقة وشاقة، وتتطلب صبرا وحكمة، وعزيمة وإرادة، وهي بالتالي يسيرة غير عسيرة لأن تصديق القرآن فرع من الإيمان بالله تعالى، فمن آمن بوجود الله وتوحيده، سهل عليه الإيمان بالقرآن الذي أنزله ربّ العزّة بواسطة الوحي على قلب النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ومن هنا كان مطلع أول السورة الثانية في سورة البقرة من القرآن الكريم: الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢)[البقرة: ٢/ ١- ٢] . وكانت مهمة النّبي صلّى الله عليه وسلّم في بدء دعوته المشركين للتصديق بالقرآن الكريم صعبة للغاية، لأنها في وسط وثني، لا يعرف غالبا غير عقيدة الوثنية، وتأليه الأصنام والأوثان. قال الله تعالى مبيّنا صدق النّبي صلّى الله عليه وسلّم في دعوته للإيمان بالقرآن مبتدئا به عليه السّلام على سبيل المبالغة:
جمهور العلماء والصواب في معنى الآية: أنها مخاطبة للنّبي صلّى الله عليه وسلّم، والمراد بها سواه من كل من يمكن أن يشك أو يعارض. ومطلعها: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ.. له مثال في قوله تعالى لعيسى عليه السّلام: أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي....