للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صوته، ولا يكون الكلام معه كالكلام المعتاد بين الناس، ويلزم المؤمن اتباع ما أمر به الرسول واجتناب ما نهى عنه. وإذا غادر الجالس مجلس النبي، فعليه الاستئذان منه قبل الخروج لرفع الظن السيئ به. وهذه آداب للجماعة الإسلامية، تطلب مراعاتها على وجه الإلزام، للأمر الإلهي بها، قال الله تعالى:

[سورة النور (٢٤) : الآيات ٦٢ الى ٦٤]

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٦٢) لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٦٣) أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٤)

«١» «٢» «٣» «٤» «٥» [النور: ٢٤/ ٦٢- ٦٤] .

نزلت هذه الآيات أثناء حفر الخندق حول المدينة المنورة، بجهد النبي صلّى الله عليه وسلّم وتعاون أصحابه، فكان الرجل من المسلمين إذا نابته النائبة، من الحاجة التي لا بد منها، يذكر ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويستأذنه في اللحوق لحاجته، فيأذن له، وإذا قضى حاجته رجع، فأنزل الله في أولئك المؤمنين: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ. وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ ...

ونزول آية لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ.. نزلت حينما كانوا يقولون: يا محمد، يا أبا القاسم، فأنزل الله: لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً فقالوا: يا نبي الله، يا رسول الله.


(١) أي أمر مهم يحتاج للتشاور.
(٢) نداءكم له صلّى الله عليه وسلّم.
(٣) أي يخرجون خفية، متسترين بعضهم ببعض.
(٤) معرضين.
(٥) أي بلاء ومحنة وامتحان في الدنيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>