للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتيمم مريد الصلاة إذا كان مريضا مرضا يتعذر معه استعمال الماء، أو يضر الجرح أو يؤدي إلى بطء الشفاء، أو كان مسافرا في صحراء أو غيرها على الطرقات العامة، وتعذر استعمال الماء لفقده أو لمشقة السفر، سواء أكان المريض أم المسافر محدثا حدثا أصغر، أم حدثا أكبر، فيكون التيمم جائزا بدلا عن الوضوء أو الغسل لأعذار ثلاثة: السفر، والمرض، وفقد الماء.

وهذا مظهر من مظاهر التسامح والتيسير في أداء الصلاة، ودليل على أن الإسلام يدفع الحرج والمشقة عن الناس، لذا ختم الله تعالى الآية بقوله: إِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً يعفو حيث سهّل الصلاة للمعذور من دون وضوء ولا غسل، والله يقبل العفو أي السهل، ويغفر الذنب أي يستر عقوبته، فلا يعاقب المصلحين التائبين، ومن كان عفوا غفورا آثر التسهيل، ولم يشدد لأن الله رؤف رحيم بعباده.

[تحريف الكتب الإلهية وإهمال الهداية]

من المعلوم أن الأديان السماوية كلها متفقة في أصولها العامة ومبادئها الأساسية، كتوحيد الله ونفي الشرك، والدعوة إلى كريم الأخلاق، وسمو الفضائل، وإصلاح المجتمع الإنساني، وإسعاد الفرد والجماعة، والقرآن الكريم مصدق لموسى وعيسى عليهما السلام فيما أنزل الله عليهما من الوحي الإلهي في التوراة والإنجيل، وإذا كان الإنسان المتزن متسامحا في نظرته، مبتعدا عن التعصب والانغلاق، فعليه أن يؤمن ويصدق بجميع ما جاء من عند الله، وكيف لا يؤمن أهل الكتاب وغيرهم بالقرآن الكريم، مع أنه جاء مصدقا لما معهم، وموافقا لملة إبراهيم الخليل عليه السلام- ملة التوحيد، فمن أخلص للحقيقة، فعليه أن يقتنع بها، ويلتزم بمضمونها،

<<  <  ج: ص:  >  >>