للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إطلاقا مقوّمات الألوهيّة والرّبوبية، وبرهان ذلك أنها مخلوقة وعاجزة عن خلق غيرها ورفدها بالرّزق وإمدادها بمقومات الحياة. أما توارث المعتقدات فيحتاج لإعادة نظر وتأمّل صحيح وفهم لطبيعة ذات الإله، ولا يعذر الإنسان في خطئه الاعتقادي.

[إبطال نسبة الولد لله تعالى]

إن من أعظم المفتريات وأبطل الباطلات نسبة الولد لله تعالى، سواء كان ذلك من المشركين القائلين بأن الملائكة بنات الله، أو من الزاعمين أن بعض البشر المقرّبين أو الرّسل الكرام أبناء الله تعالى. فليس لله حاجة على الإطلاق لاتّخاذ الولد والصاحبة والشّريك لأنه المتعالي عن صفات البشر، ولأن الله غني، والمخلوقون عاجزون، والعاجز يحتاج لمساعدة غيره، ومن استغنى عن غيره، كان غضاضة ومنقصة أن تنسب إليه شيئا من صفات النّقص. لكل هذا قال الله تعالى:

[سورة يونس (١٠) : الآيات ٦٨ الى ٧٠]

قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٦٨) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (٦٩) مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠)

«١» [يونس: ١٠/ ٦٨- ٧٠] .

إن القرآن العظيم أثبت عظمة الله تعالى بأدلة مختلفة، منها خلق السماوات والأرض ومن فيهما، ومنها أفعاله المبينة لعظمته كخلق الليل والنهار وإيجاد تعاقب بينهما. وما دامت العظمة المطلقة ثابتة لله سبحانه فلا بدّ من الإنكار على المشركين


(١) أي حجة وبرهان.

<<  <  ج: ص:  >  >>