للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليم بهم، لا ينساهم ولا يهملهم، فالجزاء الحسن لهم حق، والله القادر على كل شيء، البصير بأعمال العباد، فقوله تعالى: وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ وعد ووعيد.

إن عدل الله الشامل أن يظهر الأخيار ويتولاهم برعايته وتأييده، ويبعد من ساحته الفجار والأشرار والحاقدين والمعاندين، لذا أنصف الإسلام غير المسلمين، فحكم بإيمان بعضهم بالقرآن، وأشاد بقيامهم بالأعمال الصالحة، حيث أصلحوا أنفسهم، وجاهدوا في إصلاح غيرهم، وقاوموا دعوة الفساد والانحراف، وكانوا دعاة حق وخير، وبناة صالحين لمجد أمتهم، وتقدم دولة الحق والخير والتوحيد.

[جزاء الضلال]

أقام الله السماوات والأرض وأوجد من فيهما بالحق والعدل، والعادل لا يقبل الظلم ولا جحود النعمة وكفرانها، وإنما يطلب الله العادل من عباده أن يشكروه على نعمه الكثيرة فلا يكفروه، وأن يؤمنوا به لأنه الخالق المبدع، لا أن يكذّبوا بوجوده وعدله ووحدانيته.

فالمؤمن الصادق الإيمان يقرّ بوجود الله ويشكر نعمة الله عليه لأنه أوجده وسوّاه، ورزقه وصانه في حياته، وأما الكافر الذي ينكر وجود الله أو وحدانيته ولم يشكر نعم الله عليه، فهذا منتكس الفطرة، ليس لديه وفاء للمعروف ولا تقدير للمنعم.

وكثيرا ما عقد القرآن الكريم المقارنة بين المؤمنين والكفار، والأتقياء والفجار، والمصلحين والمفسدين، لينبّه العباد ويحذرهم، ويرغب الناس بالإيمان والصلاح، وينفرهم من الكفر والفساد.

وكثيرا ما افتخر الكفار ويفتخرون بقولهم: نحن أكثر أموالا وأولادا وزينة في

<<  <  ج: ص:  >  >>