للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أنذر الله تعالى الخائنين بما يحل بهم من عقاب، وبيّن حال من فات النبي صلّى الله عليه وسلم يوم بدر وغيره، لئلا يبقى حسرة في قلب هذا النبي الذي آذوه. ومضمون الإنذار:

لا يظنن الذين كفروا أنهم فاتوا وأفلتوا من الظفر بهم. ونجوا من عاقبة خيانتهم، وأنهم فاتونا فلا نقدر عليهم، بل هم تحت قدرتنا وفي قبضة مشيئتنا، فلا يعجزوننا، كما جاء في آية أخرى: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ [العنكبوت: ٢٩/ ٤] أي بئس ما يظنون. والمراد بذلك تطمين النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه منتقم ممن كفروا وآذوه، وقطع لأطماعهم بالتغلب على المؤمنين، وإنذار لهم بسوء المصير، وتعرضهم لشديد العقاب، فما عليك أيها النبي إلا الصبر، والله مع الصابرين.

[الإعداد الحربي للعدو وإيثار السلم]

القرآن الكريم دستور الأمة وهو يعلّمها ويرشدها لضرورة الاستعداد الحربي الدائم لقتال الأعداء، حتى في حال المسالمة والمعاهدة أو الصلح، لأن العدو لا يؤمن جانبه، ويجب الحذر الدائم من أعماله ومخططاته، فإن آثر الحرب كنا مستعدين له، وإن رغب في السلم سالمناه، ويلزم في كل حال الاستعانة بالله إذا راوغ العدو وحاول الخداع، قال الله تعالى مبينا هذه القواعد:

[سورة الأنفال (٨) : الآيات ٦٠ الى ٦٢]

وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (٦٠) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦١) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢)

«١» «٢» «٣»


(١) كل قوة في الحرب.
(٢) خيول الجهاد.
(٣) مالوا للمسالمة والمصالحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>