إن الذي تعبدونه من الأصنام والأوثان التي هي على صورة بعض الملائكة في زعمكم، لا يملكون شيئا من الأرض والسماوات، ولو كان ذلك شيئا حقيرا بمقدار القطمير، أي قشرة النواة الرقيقة.
ودليل عجز الأصنام: أنكم أيها الوثنيون إن دعوتموها من دون الله، لا تسمع دعاءكم، لأنها جماد لا تدرك شيئا، ولو سمعوا لا يقدرون أن ينفعوكم بشيء مما تطلبون منها، لعجزها عن ذلك، ويوم القيامة يجحدون كون ما فعلتموه حقا، وينكرون أنهم أمروكم بعبادتهم أو أقروكم عليها، ولا يخبرك عن أمر هذه الآلهة وشأن عبدتها إلا خبير بصير بها: وهو الله تعالى.
[أسباب عبادة الله تعالى]
العبادة صلة بالمعبود، وملء القلب بحب الله وعظمته وخشيته، وإشعار بمزيد الحاجة إلى الله تعالى، فهي نفع للعبد، والله تعالى لا تنفعه طاعة، وهو غني عن الناس، لذا تنبغي العبادة لله، فهي ذات شأن كبير، وتستحق التهديد على تركها، مع إعلامنا بمسؤولية كل إنسان عن نفسه فقط، وإرشادنا إلى أن التبشير بالخير، والإنذار بالشر، إنما ينفع من خشي الله تعالى بالغيب، وأقام الصلاة، وزكّى وطهر نفسه من دخائل السوء. والمؤمن يحيا في نور، والكافر يعيش في الظلام، ومهمة النبي صلّى الله عليه وسلّم تبشير المطيع بالجنة، وإنذار المخالف بالنار، وهو الواقع في كل أمة، كما أن التكذيب من الأقوام قديم، قال الله تعالى واصفا كل هذه المعاني والإرشادات: