ولا يقبل من بشر أن يدّعي أنه أقرب إلى الله إلا بعبادته وطاعته، فالقرب من الله قربا معنويا لا ماديا محسوسا يكون بمقدار الطاعة والتزام شرائع الله المشرّع.
ومن هنا وجدنا في القرآن إنكارا شديدا للشّرك أو وصف أحد من المخلوقات بالألوهية، قال الله تعالى:
روى ابن جرير الطبري وغيره عن ابن عباس قال: أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جماعة من اليهود، فكلموه وكلمهم، ودعاهم إلى الله، وحذّرهم نقمته، فقالوا: ما تخوفنا يا محمد، نحن والله أبناء الله وأحبّاؤه، كقول النصارى، فأنزل الله فيهم: وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ الآية.
وروى ابن جرير أيضا وغيره عن ابن عباس قال: دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم اليهود إلى الإسلام، فرغّبهم فيه وحذّرهم، فأبوا عليه، فقال لهم معاذ بن جبل وآخرون: يا معشر اليهود، اتّقوا الله، فو الله لتعلمن أنه رسول الله، لقد كنتم تذكرونه لنا قبل