نبوّتك، يؤيّد انك في رسالتك إلى فرعون وقومه من الأكابر والرؤساء والأتباع، إنهم كانوا قوما خارجين عن حدود طاعة الله، مخالفين لأمره ودينه، فكانوا بأمسّ الحاجة إلى إرسالك إليهم، مؤيّدا بهاتين المعجزتين.
وكانت هذه المكالمة التي أهّلت موسى عليه السلام لوصفه بأنه كليم الله هي بداية التكليف بالنّبوة والرسالة الإلهية، في أشقّ مهمة وأعسرها، وهي محاولة هداية فرعون المتألّه الجبّار، وإرشاده إلى الإقرار بوجود الإله الحقّ الواحد الذي لا إله غيره ولا شريك له.
نبوّة هارون وتكذيب فرعون
حينما أصبح موسى عليه السلام رسولا من عند ربّه إلى فرعون وملئه، أحسّ بمخاوف أخرى، ومحاذير قديمة، بمفاجأته بأنه قتل في شبابه قبطيّا من قوم فرعون، فطلب من ربّه تأييده وإعانته بجعل أخيه هارون نبيّا ورسولا معه، يؤازره ويصدّقه خشية تكذيبه، فأجاب الله تعالى طلبه، فسار الاثنان في مظلة الرعاية والحماية الإلهية إلى فرعون وملئه، وكانت النتيجة متوقعة، حيث بادر أولئك الفاسقون إلى وصف رسالة موسى وهارون بالسحر المفترى، وبالأسطورة المختلقة، وكان ردّ موسى واضحا بأن الذي أرسله هو الله تعالى، وأنه يعتمد على تأييده ونصره، قال الله سبحانه واصفا هذا اللقاء المثير: