للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قادر على جعل الناس قاطبة على دين واحد، ودعا أيضا إلى وحدة الفكر والعمل والسلوك، فإذا وقع اختلاف، فمرده إلى الله وكتابه، وأرشد إلى التوكل على الله:

خالق السماوات والأرض، وبيده مفاتيح الخزائن والنعم من المطر والنبات وغيرهما، والرازق لمن يشاء، والمنعم بالحياة الزوجية، وبتسخير الأنعام المزدوجة لعباده، وليس كمثله شيء وهذا ما عبرت عنه الآيات الآتية:

[سورة الشورى (٤٢) : الآيات ٧ الى ١٢]

وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (٧) وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٨) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٩) وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (١٠) فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)

لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٢)

«١» «٢» «٣» «٤» [الشورى: ٤٢/ ٧- ١٢] .

هذه الآيات الكريمات منهاج للمجتمع الإسلامي، تتضمن وعيدا للكفار إذا أعرضوا عما أرسل الله به نبيه، وفيها رفع الحرج عن النبي إن لم يؤمنوا، فما عليه سوى التبليغ للوحي الإلهي فقط، وهذا المنهاج ليس جديدا في الرسالات الإلهية، فمثل الإيحاء إلى الأنبياء بلغات أقوامهم، أوحينا إليك قرآنا عربيا مبّينا لهم، لتخوف به من عذاب الله، وتنذر أهل أم القرى، أي مكة ومن حولها من العرب وبقية الناس، وتنذر به الناس يوم الجمع، أي يوم القيامة الذي تجتمع فيه الخلائق، حيث


(١) أي نصراء وأعوان.
(٢) أي خالق السماوات والأرض ومبدعهما لا على مثال سابق.
(٣) يكثّركم، ويخلقكم نسلا بعد نسل.
(٤) أي مفاتيح، وهي هنا استعارة. لوقوع كل أمر تحت قدرته.

<<  <  ج: ص:  >  >>