أراد الخير للأمة والمجتمع، والإنسان ذاته. وقصة نوح عليه السّلام نبراس القصص القرآني، ومنطلق كل التوجّهات والتحرّكات الدّعوية لعبادة الله وتوحيده، وإعلان هزيمة الشّرك والوثنية، وإنهاء تاريخ العتاة والطّغاة وعبدة الأوثان باستئصالهم وتطهير ساحة الأرض من أرجاسهم. لذا أورد القرآن آيات بليغة تصوّر مواطن العظة والعبرة من قصة نوح عليه السّلام في الآيات التالية:
بعد أن نجى الله تعالى نوحا ومن آمن معه برسوّ سفينته على جبل الجودي في أرض الموصل بالعراق، في ديار بكر، وأهلك الظلمة الوثنيين الكفار بالغرق في الطوفان، أبان تعالى العبرة من القصة، ممثّلة في أمرين:
الأمر الأول: تكريم نوح عليه السّلام والمؤمنين معه بالخروج من السفينة بسلام، ثم بالبركة بعدئذ له وللمؤمنين معه.
والأمر الثاني: الإخبار عن أمور غائبة مجهولة عن الناس، تكون بمثابة الإنذار لمن كفر بالله، وبيان فائدة الصبر لأهل الإيمان.
والمعنى: قيل لنوح عليه السّلام إما بالوحي المباشر من الله تعالى أو بواسطة الملائكة بعد انتهاء الطوفان وحبس المطر وابتلاع الأرض ماءها: اهبط من السفينة إلى الأرض على جبل الجودي بسلام وأمان وحفظ من جهتنا، ومصحوبا ببركات:
وهي النّعم الثابتة والخيرات النامية، والبركات: تغمرك وتعمّ بهذا الوعد جميع