الآخرة وجزاءها، أعطاه الله شيئا منها، على حسب إرادته وحكمته ومشيئته في كلا الحالين.
وكثير من الأنبياء السابقين قاتل معه في سبيل الله جماعات كثيرة، فما وهنوا ولا ضعفوا ولا خضعوا للدنيا ومتاعها، بل ظلوا صابرين ثابتين على المبدأ، والله يحب الصابرين، وما كان قول أولئك المجاهدين إلا أن قالوا: ربنا اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، وإسرافنا وتجاوزنا أمرك، وثبّت أقدامنا على صراطك المستقيم وأمام عدوك، وانصرنا على القوم الكافرين، فآتاهم الله ثواب الدنيا بالرضا والسعادة والعزة والنصر، وثواب الآخرة وهو الجنة والرضوان، والله يرضى عن المحسنين ويكافئهم بالفوز العظيم.
وما دام الأجل محتوما ومحددا، فيكون ذلك باعثا على الإقدام والتضحية والاستبسال في سبيل إحراز النصر في الحياة على الأهواء والشهوات أم على الأعداء ووساوس الشياطين.
وإن الجهل بالأجل أو العمر فيه الخير والمصلحة، فيبقى الإنسان في أمل وتفاؤل، ويبتعد عن اليأس والإحباط، أما إذا علم الإنسان بوقت أجله، فيفقد الأمل ويعيش منتظرا الأجل المعلوم، وكم رأينا بعض المرضى الذين يخبرهم الأطباء بألا أمل من شفائهم يعيشون بائسين حزينين مكروبين، قلقين في أنفسهم، ومزعجين لغيرهم.
[عاقبة ولاء الكفار]
يمتحن الله تعالى عادة عباده بأنواع مختلفة من الاختبارات، في السلم والحرب، أو في الرخاء والشدة، أو في الغنى والفقر، أو في الصحة والمرض، أو في الحياة والموت، أو في الفرح والمصيبة، ليعرف المؤمن الصامد الثابت على العقيدة والمبدأ،