فلا يقررون لهم إلا الحق، ولا يلقنونهم إلا الأصل الإلهي الصحيح الذي أراده الله هدى لعباده، ومنهجا لخلقه، وميزانا للحياة السوية. لذا شنّع القرآن الكريم على قادة الفكر المنحرف ورجال الدين المضللين، فقال الله تعالى:
قال الواحدي: نزلت (آية الأحبار) في العلماء والقرّاء من أهل الكتاب، كانوا يأخذون الرشا من سفلتهم، وهي المأكل الذي كانوا يصيبونه من عوامهم. وآية كنز الذهب والفضة هي- كما قال الضحاك- عامة في أهل الكتاب والمسلمين.
والمراد بالآية: بيان نقائص هؤلاء الأحبار، ونهي المؤمنين عن تلك النقائص.
والمعنى: يا أيها المؤمنون بالله ورسوله، اعلموا أن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأخذون أموال الناس بالباطل، أي من أتباعهم بصفة ضرائب وفروض لدور العبادة، يوهمونهم أن النفقة في ذلك من الشرع والتزلف إلى الله، ولكنهم يضمونها إلى جيوبهم، وقد يأخذون الرشاوى في الأحكام القضائية، ويأكلون الربا وهو محرم عليهم، ويأخذون الهدايا والنذور والأوقاف المخصصة لقبور الأنبياء والصالحين، وقد يستحل بعضهم أموال كل من عداهم من أتباع الأديان الأخرى، ولو بالخيانة أو السرقة، وكل ذلك أكل لأموال الناس بالباطل وسحت حرام.
وقد يضم هؤلاء الأحبار إلى قبائحهم صد الناس ومنعهم عن اتباع الدين الحق، إما بتكذيب رسالة الإسلام، أو بالطعن بالقرآن الكريم أو بالنبي صلّى الله عليه وسلم.