للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التحريض على قتل موسى وقومه]

لما انضم السحرة وجماعة معهم إلى موسى عليه السلام، وآمنوا به، على مرأى عام أمام الجموع الغفيرة، وحينما أصروا على إيمانهم دون مبالاة بتهديد فرعون لهم بالقتل، اتجه فرعون بتحريض من قومه إلى إنزال النكال والعذاب بموسى وقومه، مستغلا سلطته وبغيه وطغيانه، وأما موسى فأخذ يصبّر قومه، ويعدهم بالفوز والنهاية السعيدة، والاستخلاف في الأرض، على أن يكونوا صلحاء شرفاء، قائمين على الحق والاستقامة.

وصف الله تعالى هذين الوضعين: وضع فرعون مع موسى وقومه، ووضع موسى مع قومه بني إسرائيل، فقال سبحانه:

[سورة الأعراف (٧) : الآيات ١٢٧ الى ١٢٩]

وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ (١٢٧) قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (١٢٨) قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا قالَ عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (١٢٩)

«١» [الأعراف: ٧/ ١٢٧- ١٢٩] .

يخبر الله تعالى في هذه الآيات عن أمرين محرجين لموسى عليه السلام: الأمر الأول- أن قوم فرعون تمالؤوا مع فرعون على موسى وقومه، وأضمروا لهم الأذى والبغضاء، وحرضوا على قتلهم والتخلص منهم، بعد إيمان السحرة بموسى وانضمامهم له على مشهد من الناس قاطبة.

قال أشراف قوم فرعون لفرعون: أتترك موسى وقومه أحرارا، فيتمكنوا من


(١) نبقيهم أحياء للخدمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>