للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض مظاهر القدرة الإلهيّة

اقتضت رحمة الله بعباده أن يعدّد لهم في مناسبات مختلفة بعض مظاهر قدرته ليرشدهم إلى الإيمان به لأنه القادر الرازق المنجي والمنتقم، وذلك سواء في حالات الشّدة والأزمة ليعرفهم من بيده الأمر المطلق، أو في حال التهديد والوعيد بالعذاب حين تكذيبهم برسالات الرّسل وانحرافهم عن طريق الاستقامة وانغماسهم في حمأة الرّذيلة والضّلالة، ومن هذه المظاهر قوله تعالى:

[سورة الأنعام (٦) : الآيات ٦٣ الى ٦٧]

قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٣) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٦٤) قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (٦٥) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (٦٦) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٦٧)

«١» «٢» «٣» «٤» «٥» [الأنعام: ٦/ ٦٣- ٦٧] .

هذه الآيات الأولى لتوبيخ عبدة الأوثان، وتعريفهم بسوء فعلهم في عبادة الأصنام، وتركهم الذي ينجّي من المهلكات، ويلجأ إليه في الشدائد.

ومعناها: قل أيها الرسول لهؤلاء المشركين الغافلين عن آيات التوحيد: من الذي ينجّيكم من شدائد البر والبحر، وأهوال السفر ومخاوفه إذا ضللتم في أنحاء الأرض البرية والبحرية، فإنكم في وقت المحنة لا تجدون غير الله ملجأ تدعونه علانية وسرّا، بخشوع وخوف، ومبالغة في الضّراعة والتّذلل والخضوع، حال كونكم تقسمون: لئن أنجانا الله من هذه الشدائد والظلمات وضوائق الأمور، لنكونن من شاكري النعمة، المقرّين بتوحيد الله، المخلصين له في العبادة، دون إشراك.


(١) سرّا. [.....]
(٢) يخلطكم في المعارك.
(٣) فرقا مختلفة.
(٤) شدّة بعض في القتال.
(٥) نكرّرها بأوجه مختلفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>