وتتجسد وحدة الأديان في الدعوة إلى الاعتقاد برب واحد لا شريك له، وبالإيمان بعالم الآخرة بما فيه من حشر ونشر وحساب وميزان وصراط وجنة ونار وثواب وعقاب، وبالدعوة إلى أصول الفضائل والأخلاق الكريمة، وتصحيح مسيرة الحياة الإنسانية، القائمة على الحق والصدق والعدل والوفاء والمساواة والحرية والتضامن والتعاون بين البشر، مع مقاومة كل أسباب الاضطراب والقلق واهتزاز الثقة بسبب الاعتداء على الحقوق وأكل أموال الناس بالباطل والكذب والخيانة والغدر والتفرقة وحرمان الناس من التعبير عن آرائهم ورغباتهم، ضمن أصول النظام الإلهي والعدل الرباني.
وإن التلاعب بالأديان جريمة لا تغتفر، وتحريف النصوص عن المراد بها خيانة للأجيال، لذا يتبوأ المحرّفون والقادة المضللون مكانا عظيما من نار جهنم بسب إساءتهم لغيرهم، ومحاولتهم تفريق الناس وصرفهم عن صراط الهداية الربانية الحميد.
ومع هذا التضليل الموروث لن يعفى العقلاء المفكرون من التبصر والتأمل ودراسة أصول الدين والحق والاعتقاد الصحيح، وإذا لم يفعلوا لن يكونوا بمنجاة من العقاب أو العذاب في الآخرة لإهمالهم نعمة العقل التي تبصّرهم بمدى صدق الموروثات وأصالة الاعتقادات المنقولة، دون تفكر بمصداقيتها.
[مسئولية رجال الدين]
إن دور القيادة أمر خطير في تاريخ البشرية، وإن مسئولية رجال العقيدة والفكر والأخلاق والسلوك هي أشد خطرا في التاريخ من أي شيء سواها، فكان لزاما على القادة والمفكرين ورجال الدين أن يكونوا أمناء على عقيدة الأجيال وفكر البشرية،