اصطدمت الدعوة الإسلامية إبّان ظهورها بحاجز صلب من شرك المشركين الذين جعلوا مع الله إلها آخر، وأنكروا النبوة وإرسال النبي، وجحدوا بوجود يوم القيامة، وأخذوا في توجيه أسئلة التحدي والعناد، والتشكيك بأصول الدين والعقيدة، وحاولوا طمس معالمها، وتوهين بنيتها، فسألوا سؤال مكابرة عن تحديد موعد القيامة، فاستحقوا التهديد والوعيد بالعذاب الأليم، والتعرض لشيّ الوجوه والجلود بالنار، وبادروا في الآخرة لإظهار الندم على ترك إطاعة الله والرسول، وملازمتهم تقليد الآباء والسادة، وطالبوا بمضاعفة العذاب على سادتهم، وهذا ما صرحت به الآيات الكريمة الآتية:
سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن وقت الساعة (القيامة) متى هو؟ فلم يجب في ذلك بشيء، ونزلت الآية آمرة أن يردّ العلم فيها إلى الله، إذ هي من مفاتيح الغيب التي استأثر الله بعلمها.
وهذا السؤال والجواب في حال الاستفسار بحسن نية. لكن تساءل الناس المشركون سؤال تهكم وسخرية واستهزاء، ومعهم المنافقون سؤال تعنت وتنطع، ثم اليهود سؤال امتحان واختبار، فأجابهم الله ونبيه بأن علمها محصور بالله تعالى. ثم توعدهم بقربها بقوله: وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً أي ينبغي أن تحذر، فما