استحق المنافقون الذين أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر اللوم والتوبيخ الشديد، وافتضاح شأنهم وعلم الله بهم، وبيان صفاتهم السيئة، من البخل، والجبن، وسلاطة اللسان، والاعلام بأنهم في الحقيقة غير مؤمنين، وأنهم من شدة خوفهم ظنوا أن الأحزاب لم يرحلوا ولم ينهزموا، وإن عادوا إلى القتال لتمنوا الخروج من المدينة إلى البادية، وإن قاتلوا مع المؤمنين لم يقاتلوا إلا قتالا يسيرا، بسبب انهزامهم الداخلي وفقد الثقة بالنفس. وهذه آيات كريمات تبين هذه الأحوال، قال الله تعالى:
هذه تهديدات مبطنة وظاهرة، وتوبيخات شديدة لأولئك الذين نافقوا ولم يؤمنوا، أخبرهم أيها النبي أن الفرار لا ينجي من القدر، وأنهم لا يمتّعون في عالم الدنيا إلا تمتعا قليلا، أو زمانا يسيرا بل تنقطع أعمارهم في يسير من المدة. والقليل المستثنى: