للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصروا على الكفر خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، وأصابهم النقص والهلاك والضياع.

وهذا التكرار دليل على أن الكفر يستوجب أمرين: وهما البغض والسخط، والخسران والهلاك. والمقت: احتقارك الإنسان من أجل معصية، أو بغض دينه الباطل الذي يأتيه. والخسار: الخسران، أي خسروا آخرتهم ومعادهم بأن صاروا إلى النار والعذاب.

[مناقشة عقائد المشركين]

الشرك بالله أعظم البهتان (أسوأ الكذب) والافتراء على الله تعالى، لأنه ينافي الحقيقة على الإطلاق، ويصدر عن بدائية وتخلف، وقصور عقل وضعف نظر، ويؤدي الشرك إلى قلب الموازين، وتغيير المفاهيم، وإضاعة الجهد، وحصر الفكر في غير طائل، ولا دليل عليه من حس أو منطق، وإنما هو مجرد أوهام وخرافة وتأملات فارغة المحتوى. ولو أعمل المشرك عقله بحق، لوجد أن الخالق لكل شيء، والمهيمن على السماوات والأرض: هو الأحق بالعبادة. والشرك أدى إلى إنكار الوحي ورسالة النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، وهذا أيضا مناف للحقيقة وكذب، ومنشؤه التكبر، والمكر السيّئ والحفاظ على المصالح الموهومة، فيستحق المشركون المنكرون للنبوة أشد العقاب، كما جاء في الآيات الآتية:

[سورة فاطر (٣٥) : الآيات ٤٠ الى ٤٥]

قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً «١» (٤٠) إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (٤١) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (٤٢) اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً (٤٣) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَما كانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً (٤٤)

وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً (٤٥)


(١) باطلا من القول.

<<  <  ج: ص:  >  >>