وإذا كانت أمتنا مطالبة في الدرجة الأولى بإيمان ذي مضمون واحد، وبكتاب سماوي واحد، فعليها أن توحد الصفوف، وتتماسك لبناتها، وتتجاوز خلافاتها، وتتناسى أحقادها وخصوماتها، لتكون أمة مهيبة مرهوبة الجانب في أنظار العالم قاطبة، قال الله تعالى في سورة الأنبياء: إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢)
[الإيمان بجميع الأنبياء وجزاء المخالف]
يتميز المسلمون بأنهم يؤمنون ويصدّقون بجميع الرسل والأنبياء، دون تفرقة، امتثالا لأمر الله في قرآنه حيث قال لنبيه:
قل يا محمد أنت وأمتك: نحن آمنا بالله الواحد الأحد، وما أنزل علينا في القرآن الذي هو مصدر المعرفة الثابت الشامل لجميع الشرائع والأحكام، وآمنا بما أنزل على الأنبياء السابقين: إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وأولاده الأسباط، وما أوتي موسى من التوراة، وعيسى من الإنجيل، وما أوتي النبيون الآخرون كداود وسليمان عليهم السلام، مما لا يعلمهم إلا الله سبحانه وتعالى.
نحن نؤمن بشيئين: بالله ربا وإلها، ونؤمن بكل الأنبياء إيمانا لا نفرق فيه بين أحد منهم، بل نؤمن بالكل على أن كل واحد نبي مرسل من الله لأمته، يهديها إلى سواء السبيل، ولا نفعل كما يفعل غير المسلمين من الإيمان ببعض الرسل والكفر بالبعض الآخر، ونحن له مسلمون منقادون.