للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي، بنزول هذه الآية. ثم حرم الله تعالى على نبيه التزوج بغير الزوجات التسع اللاتي عنده، فلا يحل لك أيها الرسول النساء بعد هؤلاء اللواتي عندك، جزاء لاختيارهن الله ورسوله، ولا يحل لك أيها النبي الاستبدال بهن غيرهن، بأن تطلق واحدة منهن وتتزوج بأخرى، وإن أعجبك حسنها، إلا ملك اليمين، كمارية القبطية التي أهداها المقوقس لك، وكان الله وما يزال مطلعا على كل شيء، مراقبا كل ما يكون من أي إنسان، وكل ما يحدث في الكون، فاحذروا مخالفة أوامره، فإن الله يجازي كل امرئ بما كسب.

وسبب نزول هذه الآية: هو ما

أخرج ابن سعد في الطبقات عن عكرمة، قال: لما خيّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أزواجه اخترن الله ورسوله، فأنزل الله تعالى: لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ.

فهذه الآية نزلت مجازاة لأزواج النبي صلّى الله عليه وسلم ورضا الله عنهن على حسن صنيعهن في اختيارهن الله ورسوله والدار الآخرة، لما خيّرهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.

[آداب دخول البيت النبوي]

إن للبيوت عامة حرمة خاصة، وتزداد هذه الحرمة وتتألق في بيوت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، لذا شرع الإسلام آدابا عامة في الدخول لبيوت الآخرين والخروج منها، وآدابا خاصة بالبيت النبوي، وفرض الحجاب على نساء النبي، وتحريم الزواج بهن من بعده، ومنع الاختلاط. وقد نزلت آية حجاب زوجات النبي أمهات المؤمنين، كما ذكر قتادة والواقدي، في صبيحة عرس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بزينب بنت جحش التي زوّجها الله من نبيه، في ذي القعدة من السنة الخامسة.

وهذه هي الآداب في الآيات القرآنية الآتية:

<<  <  ج: ص:  >  >>