الفائقة، وأثبت لهم النبوة من خلال المواقف المشهودة والمعجزات المؤيد بها النبي، ورد ردا مفحما على إنكار البعث بأن القادر على ابتداء الخلق قادر على الإعادة، والإعادة أهون عليه، أي في تقدير الإنسان، وهما أي البدء والإعادة سواء بالنسبة لله عز وجل، وهذه آي تحكي باطل المشركين في إنكار البعث، قال الله تعالى:
لقد استبعد المشركون الوثنيون المعاد بعقولهم البسيطة، وقالوا: أإذا متنا وصارت أجسادنا ترابا مفتتا ذاهبا في الأرض، أيمكن أن نعود خلقا جديدا بعد تلك الحال؟! وهذا منهم قياس لقدرة الله تعالى الخارقة على قدرة الإنسان المحدودة العاجزة. بل إنهم في الواقع جاحدون لقاء ربهم يوم القيامة للحساب والجزاء.
فرد الله تعالى عليهم بقوله: قل أيها النبي للمشركين: إن ملك الموت عزرائيل الموكّل بقبض الأرواح يقبض أرواحكم في الوقت المحدد لانتهاء الأجل، ثم في نهاية الدنيا بعد الموت تعودون أحياء إلى ربكم، كما كنتم قبل الوفاة، وذلك في يوم المعاد.
ثم أخبر الله تعالى عن حال المشركين في يوم البعث والحساب، بأسلوب فيه تعجيب لمحمد صلى الله عليه وآله وسلّم وأمته من حال الكفرة ومما حلّ بهم، فلو تشاهد أيها النبي حين يقوم المشركون بين يدي ربهم، خافضي رؤوسهم من شدة الحياء والخزي والعار، لرأيت أمرا عجبا. وجواب (لو) محذوف، لأن حذفه أهول،