بقوله: إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً أي إن الله كان وما يزال مطلعا على كل شيء، وفي ذلك منتهى التحذير من مخالفة الأمر والنهي الإلهي.
[حكم إيذاء النبي والمؤمنين]
لقد عظّم الله تعالى نبيه المصطفى صلّى الله عليه وسلم، فأعلن الصلاة عليه، أي رحمته، وأمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه، وهذا تشريف له، وذكر الله منزلته عنده، وحرّم إيذاءه بمخالفة أمره، وعصيان نهيه، والطعن في أهل بيته، فإن المؤذين ملعونون في الدنيا، معذبون في الآخرة، وكذلك حرّم الله تعالى إيذاء أهل الإيمان، وجعل ذلك مستوجبا للإثم الكبير، وهذا ما أبانته الآيات الكريمة الآتية:
هذه الآية أظهرت مكانة النبي صلّى الله عليه وسلّم عند الله والملائكة، فإن الله يصلي على نبيه بالرحمة والرضوان، والملائكة تدعو له بالمغفرة وعلو الشأن، لذا فأنتم أيها المؤمنون مأمورون بالصلاة والسلام عليه تسليما كثيرا مباركا فيه. والصلاة من الله تعالى: رحمة منه وبركة، وصلاة الملائكة: دعاء وتعظيم، وصلاة الناس: دعاء واستغفار.
وصفة الصلاة على رسول الله: تظهر فيما
أخرجه الشيخان وأحمد وغيرهم عن كعب بن عجرة رضي الله عنه: قال رجل: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟ قال: قل: «اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد، كما