للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رزقها لضعفها، ولا تستطيع جمعه وتحصيله، الله ييسّر لها الرزق على ضعفها، وييسّر لكم الرزق أيها الناس، والله هو السّميع لأقوال عباده، العليم بضمائرهم وأسرارهم. والمعنى: الله يرزقكم أنتم، ففضّلوا طاعة الله على كل شيء.

نزلت هذه الآية: وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ كما

روى ابن عباس: أن النّبي صلّى الله عليه وسلم قال للمؤمنين بمكّة حين آذاهم المشركون: اخرجوا إلى المدينة وهاجروا، ولا تجاوزوا الظلمة، قالوا: ليس لنا بها دار ولا عقار، ولا من يطعمنا ولا من يسقينا، فنزلت الآية: وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ.. الآية.

[إقرار المشركين بالخالق]

مهما استبدّ العناد بأهل الشّرك والوثنية لا يجدون مناصا من الاعتراف بربوبية الله وكونه خالق الكون: سمائه وأرضه، كواكبه وشمسه وقمره، برّه وبحره، وأنه منزل المطر من السماء لإحياء الأرض بعد موتها وجفافها، وأنه الرازق المتصرّف بكل شيء، فإذا كان هذا مستقرّا في عقيدتهم، مترسّخا في أذهانهم، فلم يبق إلا إكمال هذه العقيدة بالإقرار بوحدانية الله تعالى، وأنه لا سواه الأحقّ بالعبادة، والأولى بالتوجّه إليه في السّر والعلن، لاستمداد الخير منه، ودفع الشّر والضّرر به، قال الله تعالى مبيّنا هذه الحال السائدة بين المشركين:

[سورة العنكبوت (٢٩) : الآيات ٦١ الى ٦٣]

وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٦١) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٢) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (٦٣)

«١» «٢» [العنكبوت: ٢٩/ ٦١- ٦٣] .


(١) فكيف تصرفون عن عبادته؟
(٢) يضيفه على يشاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>