للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيما ثبت في؟ الصحيحين: «اسق يا زبير، ثم أرسل الماء إلى جارك» فغضب ذلك الرجل وقال: أن كان ابن عمتك؟! فغضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، واستوعب للزبير حقه فقال: احبس يا زبير حت يبلغ الجدر «١» ، ثم أرسل الماء، فنزلت هذه الآية: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ..

وكان هذا الرجل في الصحيح رجلا من الأنصار من أهل بدر، وقيل: هو حاطب بن أبي بلتعة.

توجب الآية إطاعة الرسول في كل أمر ونهي، فالله يخبرنا أنه لم يرسل رسولا إلا وطاعته واجبة، بإذن الله وأمره، فالطاعة في الأصل لله، ثم لمن يأمر الله بطاعته، ومن يطع الرسول فقد أطاع الله، ومن يعص الرسول فقد عصى الله.

وفي آية تالية ذكر الله تعالى ثواب الطائعين لله والرسول، وحرض على الطاعة، فقال تعالى:

[سورة النساء (٤) : الآيات ٦٩ الى ٧٠]

وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (٦٩) ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ عَلِيماً (٧٠)

[النساء: ٤/ ٦٩- ٧٠] فكل من يطع الله فيما أمر ونهى، وأطاع النبي فيما بشّر وأنذر، وبلّغ عن ربه، فأولئك يحشرون يوم القيامة مع الأنبياء والصدّيقين والشهداء والصالحين، وحسنت رفقة هؤلاء، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

روى الطبراني وغيره: قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: جاء رجل إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، إنك لأحب إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت، فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك، عرفت أنك إذا دخلت الجنة، رفعت مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة، حسبت ألا أراك، فلم يرد عليه المصطفى صلّى الله عليه وسلّم حتى نزلت جبريل بهذه الآية: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ..

وقال النبي له فيما رواه الطبراني والضياء: من أحب قوما حشر معهم.


(١) الجدر: معناه ما رفع حول الأرض المزروعة، فصار كالجدار.

<<  <  ج: ص:  >  >>