للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مخالفات اليهود ومنكراتهم]

سجّل القرآن الكريم على اليهود مخالفات خطيرة ومنكرات شنيعة، مع أنهم يدعون الإيمان بالتوراة، وأول هذه المخالفات: نقضهم المواثيق والمعاهدات التي واثقهم الله بها، وهي عبادة الله وحده، والإحسان إلى الوالدين والقرابة واليتامى والمساكين، والقول الحسن للناس، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، ثم تخلى أكثرهم عن هذه الأوامر والوصايا التي تكفل سعادة المجتمع، وتحقق له الحياة الهادية الهنيئة. قال الله تعالى:

[[سورة البقرة (٢) : آية ٨٣]]

وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (٨٣)

[البقرة: ٢/ ٨٣] .

ومن مخالفاتهم المواثيق: سفكهم دماء بعضهم بعضا، وإيمانهم ببعض التوراة وكفرهم بالبعض الآخر، وإخراج بعضهم بعضا من ديارهم، مع أنهم إخوانهم في الدين واللغة والنسب، متعاونين مع الغير على ارتكاب الذنب والعدوان ومعصية الرسول، والإخراج والقتل محرّم عليهم في التوراة، فكيف يفعلونه؟ وليس لهم جزاء على هذه المخالفات والأعمال الشنيعة إلا ذلّ وهوان في الدنيا، وعذاب أليم دائم في الآخرة. وهذا جزاء كل أمة تؤدي بعض أحكام دينها كالصلاة والصوم والحجّ، ولا تؤدي بعض أحكامه الأخرى كالامتناع عن الزّنا والرّبا والرّشوة والسّرقة وخيانة الأمانة، ولم تتعاون على الخير والمعروف، ولم تؤدّ الزكاة بسبب بخل أغنيائها على فقرائها. قال الله تعالى:

[سورة البقرة (٢) : الآيات ٨٤ الى ٨٦]

وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (٨٤) ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٨٥) أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٨٦)

«١»


(١) تتعاونون عليهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>