ثم ذكر الله تعالى: ومن يعمل حسنة، نزد له فيها حسنا، أي أجرا وثوابا، وإن الله يغفر الكثير من السيئات، ويكثّر القليل من الحسنات، ويضاعف الثواب للمحسن.
بل أيقولون: افترى محمد على الله كذبا بادعاء النبوة ونزول القرآن، وهذا إفك مفترى، يرد الله عليه بأنك يا محمد لو افتريت على الله كذبا، لطبع على قلبك، فيمحو الله الباطل، ويثبّت أو يحق الحق بكلماته ويؤيده. إنه سبحانه عليم بما تكنه الصدور من حديث النفس ووساوس القلب.
وللترغيب في الصلاح: أن الله يقبل من عباده التوبة عن الذنوب، ويعفو عن السيئات، ويعلم ما تفعلون من خير أو شر. ويستجيب الله للذين آمنوا، وأطاعوا ربهم، ويزيدهم من فضله ونعمته على ما طلبوه منه، وأما الذين كفروا بالله وبنعمته فلهم عذاب شديد مؤلم.
[قسمة الأرزاق]
لا تغيب العناية والرعاية الإلهية عن المخلوقات طرفة عين، فالله تعالى يقسم الأرزاق بحسب علمه وحكمته، وبتصريف قدرته، فينزل الغيث وينشر رحمته، ويرسل الرياح فتسوق السحب إلى مواضع نزول القطر، ويبث الدواب البرية والبحرية والجوية في أنحاء السماوات والأرض، ويسيّر الفلك أو البواخر بمشيئته وتوفيقه، ويعلم المجادلين في آيات الله، علما بأن متاع الدنيا فان، والآخرة خير وأبقى، فلا يغتر أحد بالدنيا، وإنما يعمل بما يسعده في الآخرة، مفوّضا أمر النتائج لله عز وجل، وهذه سنة الله في مدده وعطائه، كما تصورها هذه الآيات الشريفة: