الصالحة والأفعال الخيرة مرتكز على قاعدة الإيمان الصحيح بالله تعالى، فمن آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وعمل صالح الأعمال التي أمر الله بها، لا فرق بين ذكر وأنثى، فأولئك لا غيرهم يدخلون الجنة، دون أن ينقص من ثواب عملهم شيء مهما كان قليلا، والله أرحم الراحمين لا يظلم العباد، ولا يزيد في عقاب المقصرين.
وبعد أن بين الله سبحانه أن الجزاء منوط بالعمل والإيمان، لا بالأماني المعسولة والتمنيات الموهومة الكاذبة، أوضح لجميع الناس أنه لا أحسن دينا ممن أخلص مقصده وتوجهه لله، وأحسن في أعماله، واتبع ملة التوحيد الحنيفية التي هي ملة إبراهيم الخليل عليه السلام، وقد سمى الله إبراهيم خليلا لإخلاصه لربه في عبادته، واجتهاده في مرضاة خالقه، وتفانيه في حب الله والإيمان به.
ثم أعلمنا القرآن الكريم عن إحاطة علم الله بكل شيء في هذا العالم، يعلم بأعمال جميع العباد، وهو سبحانه واسع الملك، له جميع ما في السماوات والأرض ملكا وخلقا وتصريفا وعبيدا، فهو القادر على جزاء العاملين خيرا وشرا، إذ الكل ملكه، ولا يخرج أحد عن سلطانه وملكوته، وهو وحده المستحق للطاعة والعبادة لأنه المالك، وما عداه مملوك.
[رعاية اليتامى والضعفاء]
إن من أخص ما تميزت به شريعة الإسلام أنها شريعة المستضعفين من النساء والأولاد والكبار العاجزين والفتيان المعاقين والمشوهين وأصحاب العاهات والأمراض، لأنها شريعة الرحمة العامة بالعالمين من الجن والإنس، وشريعة الإنقاذ والأخذ بيد الضعيف، ليصبح في رتبة مساوية أو مقاربة لغيره، لا ينتقصه أحد شيئا من حقوقه، وإنما ينال حظه المقرر له في هذه الدنيا.