الصواب، واتّبعوا الهوى، وانقادوا لمؤثرات البيئة وتقليد الآباء والأجداد، كانوا هم المسيئين لأنفسهم، المؤثرين الكفر على الإيمان، والضّلالة على الهدى والرّشاد، وكانوا بهذا الاختيار وإهمال العقل غير معذورين في كفرهم.
النّظر والتّفكّر
الطريق إلى تصحيح العقيدة بالله وجودا وتوحيدا أمر مبسط يسير، وهو لا يعدو أن يكون تأمّلا حرّا من غير تأثر ببيئة ووراثة وتقاليد، وتقديرا من النهج القرآني للعقل الإنساني والإرادة البشرية وجّه الإسلام نحو إعمال العقل والفكر في مكنونات الكون وأسراره، وأوجب الدين النظر والتفكر وجعله فريضة إسلامية شاملة، من أجل التوصل إلى الحق، والتخلّص من العقائد الفاسدة والموروثات الضّالّة. وهذا هو صريح الآيات القرآنية:
قوله تعالى: قُلِ انْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أمر صريح للناس، والأمر للوجوب، بإيجاب الاعتبار والنظر في المصنوعات الدّالة على الصانع، وغير ذلك من آيات السماوات وأفلاكها وكواكبها وسحابها، وعجائب المخلوقات فيها وفي الأرض ونباتها ومعادنها وغير ذلك. والمعنى: انظروا في ذلك نظرا صحيحا ينبّهكم إلى المعرفة بالله والإيمان بوحدانيته.
إن النظر في الأكوان وما فيها من أسرار يرشد الإنسان الضّال أو الكافر إلى وجود