للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن محمدا قد مات. ومن يرتد عن دينه، فلن يضر الله شيئا، وإنما يضر نفسه، ومن ثبت على دينه فهو من الصابرين المجاهدين الشاكرين، وسيجزيهم الله جزاء حسنا على ثباتهم والتزامهم دين الله.

إن العتاب الإلهي لون من ألوان التربية والإعداد والتصحيح، وذلك دليل من الله على محبته لعباده وإرادته الخير لهم، فإذا أخطئوا لم يسكت الله على الخطأ، وإن قصروا نبههم لما فيه صلاحهم، حتى يبادروا للعمل البنّاء من جديد، بروح قوية، وعزيمة صادقة، وجرأة وشجاعة نادرة، وإيجابية لا تعرف التقهقر أو التردد، وهذا سبيل العزة والكرامة، وتحقيق الغايات الكبرى.

[أجل الموت بإذن الله]

هناك أمور حتمية مقدّرة للإنسان لا تزيد ولا تنقص، مردها إلى الله جل جلاله، كالحياة والموت، والعز والذل، والرزق والأجل، اختص الله بعلمها، وما على الإنسان إلا الرضا بالقضاء والقدر، وهذا يعدّ حافزا قويا للبطولة والشجاعة، والإقدام على خوض معارك الجهاد وغمار الموت، بنفس قوية، لا تخور ولا تتردد، ولا تضعف ولا تجبن ولا تتقاعس لأن الأجل محتوم، فليست المعارك والمخاطر مسرّعة للموت، وليس النوم في المنازل ولا على الأسرّة بمطيل للأجل، كما قال الله تعالى: قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ [آل عمران:

٣/ ١٥٤] . وقال سبحانه: أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ [النساء:

٤/ ٧٨] .

قال عطية العوفي لما كانت يوم أحد، انهزم الناس، فقال بعض الناس: قد

<<  <  ج: ص:  >  >>