للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الأنعام (٦) : الآيات ٧٤ الى ٧٩]

وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٧٤) وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (٧٥) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (٧٦) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (٧٧) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (٧٨)

إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٧٩)

«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» [الأنعام: ٦/ ٧٤- ٧٩] .

هذه الآيات للاحتجاج بها على مشركي العرب الذين يدّعون أنهم على ملّة أبيهم إبراهيم، من أجل إبطال الوثنية، والمعنى: اذكر أيها النّبي حين قال إبراهيم عليه السّلام لأبيه آزر: أتتخذ هذه الأصنام والأوثان الجمادات آلهة، تعبدها من دون الله، مع أن الله هو الذي خلقها وخلقك، فهو المستحق للعبادة دونها، إني أراك وقومك الذين يعبدون هذه الأصنام في ضلال واضح، أي تائهين حيارى جهلاء، وأي ضلال أوضح من عبادتكم صنما من حجر أو شجر أو معدن، تنحتونه بأيديكم، ثم تعبدونه وتقدّسونه؟! كما قال تعالى: قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ (٩٥) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ (٩٦) [الصّافّات: ٣٧/ ٩٥- ٩٦] .

وكما هدينا إبراهيم إلى الدعاء إلى الله وإنكار الكفر وعبادة الأصنام، أريناه مرة بعد أخرى ملكوت السماوات والأرض، أي عرفناه طريق إدراك أسرار الكون، ليستدلّ بذلك على وحدانيتنا وعظيم قدرتنا وسعة علمنا، وليكون ممن تيقن أن شيئا


(١) لقب والد إبراهيم.
(٢) ملك. [.....]
(٣) ستره بظلامه.
(٤) غاب.
(٥) طالعا.
(٦) أبدع وأنشأ.
(٧) مائلا عن الباطل إلى الدين الحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>